في عالم العطور هناك العديد من المصطلحات التي قد تسبب بعض الالتباس، لذلك من الضروري معرفة ما يمكن أن تقدمه بعض العطور وأدائها للتأكد من تحقيق أقصى استفادة من نوع معين من العطور.
ونحن هنا في المنطقة العربية يهمنا كثيرا درجة الثبات والفوحان للعطر، وبعضنا يقيم العطر اعتمادا على ذلك، وقد يتخذ قرار الشراء بناء على ذلك.
بعض المصطلحات التي يجب أن تعرفها عند اكتشاف رائحتك المثالية هي الفوحان Projection والثبات Longevity والانتشار Sillage.
طول العمر Longevity: طول عمر العطر هو ما يسمى أيضًا عمر العطر وهو أيضا مايسمى بثبات العطر، وهذا يعني مدة بقاء العطر على الجلد بعد رشه قبل أن يختفي تماما، يحدث هذا عندما تبدأ المكونات العليا في الظهور وتنتقل عبر المكونات الوسطى لتذوب في المكونات الأساسية، يعتمد طول عمر العطر على الوقت الذي لا يزال بإمكان الشخص فيه شم نفحة العطر من بشرته، يمكن أن يعتمد طول عمر العطر على مجموعة متنوعة من العناصر مثل:
كيمياء البشرة: يختلف استقبال البشرة للعطور، كما أن كيفية تفاعلها مع بشرتك هي أيضًا فردية جدًا.
على سبيل المثال عادة ما تكون العطور أكثر ثباتًا على البشرة الدهنية مقارنة بالبشرة الجافة.
ضعف إدراك الروائح: يمكن أن تكون حاسة الشم المتعبة أيضًا سببًا في حجب رائحة العطر الذي ترتديه، ومع ذلك فإن عدم قدرة أنفك على اكتشاف الرائحة لا يعني أن الأشخاص من حولك لا يمكنهم شمها أيضًا.
دهن النقاط الصحيحة: لا يتعلق الأمر بكمية العطر التي قمت برشها على نفسك، ولكن الأماكن التي قمت برش العطر عليها تساعد بالفعل في بقاء العطر لفترة أطول، أما الأماكن التي يُنصح برش العطر عليها فهي: المعصمين، المرفقين، تحت الركبتين، خلف شحمة الأذن وعند قاعدة الرقبة.
“وجود المواد المثبتة للعطر مثل المواد الخشبية، المر، اللبان، المسك، العنبر والنوتات الحيوانية مثل الزباد والكاستوريوم، وكذلك تقليل نسبة المواد الكيميائية تلعب دورا مهما في ثبات العطر لمدة أطول” حبيب السويدي _ صانع عطور ومؤسس براند رين دي سابا
وعن هل هناك علاقة مابين الثبات والفوحان أجاب السويدي بقوله: أكيد في علاقة ومافي علاقة زي الفزورة، أحيانا يكون هناك علاقة وأحيانا لا؛ لأن المواد المثبتة أغلبها مواد تكون في قاعدة العطر والمواد الفواحة تكون في الغالب في مقدمة العطر، وهي مواد متطايرة قابلة للانتشار السريع، وهنا تكمن العلاقة بين الاثنين إذا كانت المواد العطرية المتطايرة ممزوجة بمواد قاعدية أيضاً قوية ونفاذة تولد فوحان جميل جداً وبنفس الوقت تظل لفترة طويلة كثبات حتى على المكان الذي تقعد فيه أو الغرفة التي تجلس فيها، ومثل هذي العطور نسميها عطور تحمل بصمتك في الموقع الذي تكون فيه حتى بعد مغادرتك المكان، ولكن مثل هذه العطور اختفت من الأسواق هذه كانت ضمن نطاق عطور الثمانينات من القرن الماضي وماقبلها، وهي امتدّت على مدار قرن كامل قبل أن تختفي نتيجة لمنع كثير من المواد العطرية من الاستخدام وخاصة الطبيعية الذي تستخدم في القاعدة.
ويقول أيضا عندما سألته عن: هل الجزيئات الصناعية تمتلك قوة ثبات أعلى من المركبات الطبيعية؟
في الغالب الطبيعة أكثر ثبات وخاصة المواد الحيوانية وهي أساس المثبتات في السابق وبعدها تجي الأخشاب والأعواد والطحالب، ولكن عندك في النكهات أشياء ممتازة في الثبات خاصة أن النكهات تستخدم بنسب بسيطة وتعطيك روائح تعبي المكان، فكيف عندما تكون نسبها كبيرة، أنا متاكد انها ممكن تظل على الثوب أسبوعين وهذا ليس جيد على الإطلاق، وهنا يجي دور العطار ليتحكم في النسب المستخدمة والمسموحة له رغم انها إلى الآن بدون ليمتد.
الانتشار Sillage: ويسمى أيضا بالذيل العطري ويرمز إلى الأثر الذي يتركه عطرك وراءه، بمعنى آخر هي تلك الرائحة التي تتركها خلفك بعد مغادرة الغرفة أو عدم وجودها، كل كائن حي يترك خلفه أثرًا أثناء تجواله، إنها الرائحة الفريدة التي تميزك وتبقى حولك عندما تتجول، إنه أثر الرائحة الذي تتركه وراءك وتلك النفحة التي تستشعرها في الهواء بعد مرور شخص ما وهو يضع عطرًا.
قوة فوحان العطر لدرحة أنه الشخص الذي خلفك ممكن يشم الرائحة.
يعد استخدام ماء العطر مقابل ماء التواليت طريقة أفضل للحصول على انتشار أقوى لرائحتك.
عادةً تميل الروائح الثقيلة مثل العطور الشرقية والخشبية إلى أن يكون لها تأثير أقوى من الروائح الخفيفة مثل عطور الأزهار والحمضيات.
يمكن أن يتأثر الانتشار بعدة عوامل بما في ذلك نوع العطر والطقس وحتى الحالة المزاجية، عندما تضع عطر أثقل في الطقس الحار، ستتسبب الحرارة في تبخر العطر بشكل أسرع وخلق انتشار أقوى، على العكس من ذلك إذا كنت تستخدم عطرا خفيفا في الطقس البارد فإن الرائحة ستدوم لفترة أطول وتخلق انتشارا أكثر نعومة.
الفوحان Projection: هو الطول الذي يشع إليه عطرك، فهو يمثل مدى قوة العطر الذي يمتد من جسم مرتديه مما يخلق أثرًا ملحوظًا للرائحة، إنه يمثل قدرة العطر على ملء الهواء وإدراكه من قبل الآخرين حتى عن بعد، يكون الفوحان عاليًا جدًا عند افتتاح العطر ثم يختفي خلال عمر العطر.
الفوحان يتعلق أكثر بمدى وصول عطرك إلى من حولك، باختصار إنه المدى الذي يمكن أن تنتقل إليه رائحتك في كل اتجاه.
وفي هذا الاطار تقول صانعة العطور الإماراتية شذى الزعابي ومؤسسة براند S.J.A: “جودة العطور يمكن الحكم عليها من خلال كثرة التجارب التي تمر بها، هناك عطور رخيصة الثمن وثباتها وفوحانها عالي جدا لأنها مليئة بالزيوت الصناعية الرديئة، فليس بالضرورة أن تكون العطور عالية الجودة وتمتلك ثبات وفوحان عالي.
الفوحان هو انتشار المواد المتطايرة في قمة الهرم ويعتمد اعتماد كلي على المواد سريعة الانتشار.
الثبات يعتمد على المواد بطيئة الانتشار ودائما تكون في القاعدة.
هناك فرق كبير بينهما فكلاهما يختلفان عن بعضهما البعض.
ممكن العطر يكون فواح جدا وينتهي في غضون ٣ ساعات، يعني ممكن يكون العطر فواح وثباته ضعيف أو متوسط.
وعند الحديث قليلا عن صناعة العطر، فلنفترض أنك تريد رائحة ليمونية في الافتتاحية، فإنها لن تدوم رائحته لفترة طويلة إلا إذا عززت تلك الرائحة مثلا بالبارغموت، اليوزو أو الجريب فروت.
ولنوضح قصة الثبات والفوحان أكثر بهذا المثال التالي:
الهرم العطري يحتوي على قمة وقلب وقاعدة، ودك تصنع عطر ورد بحت، زيد المواد الخشبية في القاعدة مع بعض المثبتات مثل العنبر أو الأمبروكسان والصندل والمسك، ثبتناه تمام، نروح نحط قلبنا اللي هو أساس العطر، بعدها نحط الفوحان نشوف شو يتناسب مع الورود اللي حطيناها، فنحط بعض المواد الفواحة اللي هي افتتاحية العطر والعطر يدوم فوحانه على حسب هذه المواد.
وهنا يأتي دور المصصم اللي يقدر يضع مواد فواحة جدا في القمة وثابتة جدا في القاعدة، وممكن ما يقدر يجمع هذه المكونات في عطر واحد”.
ويصف عيسى بو عباس صانع عطور ومؤسس براند دومو العلاقة بين الثبات والفوحان بأنها علاقة عكسية، ولكن هناك مواد فواحة وثابتة، وكذلك أيضا يوجد مواد ثابتة وفي نفس الوقت فواحة، الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، بما أن المادة تفوح ذلك يعني بأنها تأتي من المصدر، وهذا المصدر يفقد المواد التي تفوح منه إلى أن ينتهي.
كما تلعب كل من العمليات التالية: النقع، التخمير، التبريد والتخزين دورا مهما في ثبات وفوحان العطر.
وهناك مايسمى أيضا باستقرار العطر والذي من الممكن حدوثه بعد ١٠ ساعات، وهي الرائحة التي تشمها على ملابسك أو ورقة الاختبار بعد مرور ١٠ أو ٢٠ ساعة من رش العطر.
من المؤكد أن انتشار العطر هو صفة يجب اختبارها للمناسبة والمكان الذي يجب وضع العطر فيه، في بعض الأحيان تكون الرائحة الأكثر هدوءًا موضع تقدير كبير في بيئة المكتب أو المستشفى أو غيرها من الأماكن التي قد تتجمع فيها بطريقة أكثر ازدحامًا من المعتاد أو حول الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل رائحة أقوى. غالبًا ما تكون رائحة الانتشار غير الهجومية وربما الأضعف هي الخيار للآخرين الذين قد يعانون من حساسية الرائحة، تعرف على عطرك وكيف يتصرف لاختيار العطر المناسب في اللحظة المناسبة.
عبارة “الطاقة لا تُستحدث ولا تفنى من العدم، وإنما تتحول من شكل إلى آخر” هي مبدأ علمي يُعرف باسم قانون حفظ الطاقة.
“لا تُستحدث”: يعني لا يمكن خلق طاقة جديدة من لا شيء (من العدم).
“ولا تفنى”: يعني لا يمكن أن تختفي الطاقة تماماً أو تتلاشى إلى لا شيء.
“وإنما تتحول من شكل إلى آخر”: الطاقة يمكن أن تتحول، مثل أن تتحول من طاقة كهربائية إلى طاقة حرارية، أو من طاقة كيميائية (في الطعام) إلى طاقة حركة (عندما نتحرك).
مثال بسيط: عندما تشعل شمعة، فإن الطاقة الكيميائية الموجودة في الشمع تتحول إلى:
حرارة (تشعر بها).
ضوء (تراه) لكنها لم تختفِ، فقط تغير شكلها.
هذا القانون مهم جداً في الفيزياء والهندسة وكل العلوم اللي تتعامل مع الطاقة، لأنه يأكد أن كل طاقة موجودة في الكون محفوظة، ولكنها تتنقل وتتغير في صورتها.
المعنى الفلسفي لقانون “الطاقة لا تُستحدث ولا تُفنى”:
في الفلسفة، هذا القانون يُمكن أن يُشير إلى فكرة أن الكون ليس عشوائياً، بل محكوم بنظام دقيق لا يسمح بالعبث أو الفوضى.
إذا كانت الطاقة لا تُخلق من العدم، فهذا يوحي بأن:
كل ما يحدث في الكون له سبب وأثر.
لا شيء يأتي من لا شيء، وهذه فكرة قريبة من مبدأ السببية الفلسفي.
المادة والطاقة في الكون ربما كانت موجودة منذ الأزل، أو على الأقل من لحظة بداية الخلق، لكنها لم تُخلق فجأة من لا شيء دون سبب.
بعض الفلاسفة يرون في هذا القانون دليلاً على أن هناك عقلاً أعظم أو قوة منظّمة خلف هذا الكون (كالله)، لأنه من غير المعقول أن تظهر الطاقة والمادة فجأة دون منظم أو خالق.
المعنى الديني (من منظور إسلامي):
في الإسلام، يُؤمن المسلمون أن الله هو الخالق، وهو الذي أوجد الكون وكل ما فيه من عدم، لكن بطريقة خارجة عن قوانين الطبيعة نفسها.
يعني: قانون “الطاقة لا تُستحدث ولا تُفنى” يسري داخل هذا الكون بعد خلقه.
أما الخَلق من العدم فهو من قدرة الله وحده، وليس من قوانين الفيزياء.
قال تعالى:
“بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”
(سورة البقرة: 117)
فالله سبحانه هو الذي خلق الطاقة والمادة من العدم، ثم جعل لها قوانين تسير عليها مثل قانون حفظ الطاقة.
الخلاصة الدينية:
الله خلق الكون من العدم، وليس هناك تعارض بين هذا وبين قانون حفظ الطاقة، لأن القانون يسري فقط بعد الخلق داخل النظام الذي أوجده الله.