عطارون متميزون

بول جيرلان: القيود في صناعة العطور غالبًا ما تكون أداة مذهلة للإبداع وقوة دافعة

ينتمي بول جيرلان إلى سلالة طويلة من صانعي العطور عائلة جيرلان، التي أصبحت اسمًا مألوفًا، ليس فقط في فرنسا بل في جميع أنحاء العالم، أصبح اسمه مرادفًا لأعلى قمة في صناعة العطور الفرنسية، بالنسبة له لم يكن ذلك عبئًا أو راحة بل كان ببساطة قصته وذكرياته وما هو عليه كشخص.

أول رحلة قام بها مع جده كان عمره آنذاك ٥ سنوات عندما سافروا معًا إلى مايوت لزيارة مزارع الفانيليا والقرنفل والليمون الكفيري، كان يتجول في المنزل يشتم روائح التقطير أثناء العمل.

حاول بول بدون حماس أن يهرب من مصيره لبعض الوقت، مستكشفًا فكرة أن يصبح محاميًا، لكنه لم يستطع الجلوس ساكنًا في الفصل، حيث كانت أفكاره دائمًا في مكان آخر.

عندما بلغ الخامسة عشرة بعد عقد من شمّ رائحة يلانغ يلانغ لأول مرة، ذهب إلى جده في مكتبه وطلب منه مفاتيح غرفة صغيرة في منزله، يقول: “كان هناك مختبر صغير من غرفة واحدة في منزل جدي، طلبت منه مفاتيح المختبر وأتذكر أنه أعطاني إياها بكل سرور، لم يكن يدخل إليه أبدًا، كان مكانًا غريبًا إلى حد ما، بجانب غلاية الزيت القديمة وكل شيء كانت تفوح منه رائحة زيت التدفئة، لم يكن المكان الأفضل للشم، لكن بالنسبة لي كان شيئًا جديدًا تمامًا، أغلقت على نفسي في المختبر، بمجرد أن حصلت على المفاتيح قضيت ساعات وأيامًا في ذلك المختبر الصغير، تلك المفاتيح فتحت عالماً جديداً تماماً وأعطتني وصولاً إلى العديد من المواد الخام، كنت وحيدًا مع كل تلك المواد، مساحة شاسعة من الاحتمالات، كانت اكتشافًا مستمرًا، لم أكن أعرف حتى ما تعنيه الأسماء على الملصقات، لم أفهم شيئًا باستثناء المواد الخام الطبيعية مثل الورد والياسمين التي كانت سهلة وحتى ذلك الحين، لكن عندما تعلق الأمر بالمواد الخام الاصطناعية لم يكن لدي أي فكرة، كنت فقط أشم وأجرب، كان الأمر كما لو أن أحدهم قد أضاء لي مصباحًا، كان البقاء في ذلك المختبر أبدياً مثل شرنقة، كل ما كنت أحتاج إليه هو إغلاق الباب”.

القيود في صناعة العطور غالبًا ما تكون أداة مذهلة للإبداع وقوة دافعة.

بول جيرلان

درس في ISIPCA مابين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٦.

عمل مع باتريشيا دي نيكولا كمساعد عطور لمدة ٣ شهور في عام ٢٠١٤.

لقد تدرب كصانع عطور في شركة IFF، أولاً في نيويورك ثم في باريس وهناك حظي بسعادة غامرة بأن يكون طالبا لدى آن فليبو التي يدين لها بالكثير، فقد نقلت له معرفتها ومكّنته من اكتشاف قدراته.

حاليا يعمل في الشركة العالمية للنكهات والعطور International Flavors and Fragrances.

جده هو من دفعه لأن يكون صانع عطور.

مصادر الإلهام بالنسبة له لا حصر لها، تمثل الطبيعة، الناس والفن، يحب مراقبة ما يحيط به، فكما يقول الإلهام والأفكار لا نستدعيها، بل غالبًا ما تأتي عندما لا نتوقعها.

كيف تتمكن من تحويل الكلمات أو الإلهام أو الذكريات إلى عطر؟

أخلق حوارًا، ما أحب فعله أثناء الإبداع هو خلق حوار بين المواد الخام، أحب أن أجعلها تلتقي، حيث تتجاذب، تتناقض وتكشف عن نفسها، هذا هو الأسلوب الذي أعمل به.

هل لديك بصمة عطرية؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فما هي؟

لا أعتقد ذلك، أو ربما هي في تطور مستمر، الخطر ربما يكون في امتلاك بصمة واحدة، الإبداع يعني التطور المستمر والتجدد.

شخصيته: فضولي، شغوف وملاحظ.

أول ذكرى عطرية: رائحة اليلانغ في مايوت عندما كان في الخامسة من عمره وزار المزارع مع جده.

رائحة يكرهها: الخل الأبيض.

التحدي بالنسبة لصانع العطور: العثور على التوليفة التي تكشف جمال كل مادة خام.

رائحة تحبها: رائحة المطر.

مادة خام مفضلة تحب العمل معها أو ترغب في العمل عليها: نجيل الهند.

توليفة غير مألوفة؟ زهرة التيوبروز وشاي الماتشا، مزيج يجمع بين البراءة الزائفة والإدمان الكريمي.

عطر أسطوري؟ عطر Dior for Men.

تعاون مع دور عطور ديزاينر مثل باكو ربان، جيمي تشو، فالنتينو، كريستيان لوبوتان وروشاس، ومن دور النيش تعاون مع رين دي سابا، الجزيرة، أمواج وميزون كريفيلي.

Aromatic Glance

Golden serenade like desert dunes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى