تحليل فني:

عطر ديناميكي لا يتبدد فجأة ولايستقر بثقل مبكر، بل طبقات تتحرك بسلاسة دون تصادم أو تشوش نوتات أو ثقل مرحلي بين الطبقات في بناء هيكلي عطري معقد.

في الافتتاحية استخدمت المصممة الألديهيدات لا لتقليد العطور الفرنسية الكلاسيكية، بل كأداة هندسية لتوليد الطنين العطري وإضافة التوهج داخل التركيبة.

أما الماندرين فأضاف إشراقة حمضية لكنه مغلّف بلمحة حلوة لتهيئة الحواس لاستقبال الفواكة الحمراء التي تعطي لمسة مغرية للافتتاحية لكنها ليست صاخبة، بل ناعمة ومخمرّة عكست نضج التوازن، فلم تسقط في فخ العطر التجاري الفاكهي.

في القلب اختارت المصممة فاني بال بذكاء ياسمين السامباك لأن وزنه العطري أثقل وأكثر حيوية من أنواع الياسمين الأخرى، فأعطت للعطر عمقاً شرقياً ساحراً.

الياسمين هنا مستخلص بطريقة الكونكريت فمنحه نقاء أعلى وتركيز غني حسي وشفاف وتأثير نفسي مريح ومهدئ مع همسة جريئة، أما الورد فيبدو وكأنه مجفف ومخملي فمنح الشعور بالرقة والحنين.

أدرجت المصممة وسط هذه الهالة زنبق الوادي لمنح العطر إشراقة زهرية نظيفة، ولتكون قناة تنفس وسط هذه الطبقات، وهو أسلوب عبقري كي لايختنق العطر.

قاعدة العطر صُممت لتمنح العطر بُعداً أرضياً عميقاً من الباتشولي، الذي استخدمت فيه المصممة تقنية LMR لفصل الجزء الترابي والخشن من نوتة الباتشولي، وهذا إبداع لايتقنه إلا مصمم محترف يتعامل مع طاقة المادة وليس نوتة عطرية، فأصبح الباتشولي مُفلتر ومصقول، أما خشب الصندل فاستخدم كغلاف كريمي ناعم يضم كل الطبقات كحضن دافئ.

كل شيء في هذا العطر يبدو طبيعيا خفيفا نظيفا وكأنك في حديقة حقيقة، هذا العطر ينهج أسلوب المدرسة الفرنسية في التصميم، وأصنّفه على أنه عطر دوباميني يجعلك تُدمن على استعماله وتعود في كل مرة لتجربته وتحاول كشف أسراره.