يتمتع العطر بقدرة لا مثيل لها على استرجاع الذكريات وإثارة المشاعر ونقلنا عبر الزمن، وعلى عكس البصر أو السمع أو اللمس، فإن الروائح تتجاوز المحطة المركزية في الدماغ، متجهة مباشرة إلى مركزه العاطفي، فمجرد نفحة واحدة من العطر يمكن أن تستحضر لحظات منسية أو تستدعي أماكن لم نزرها قط.
لقد افتتن البشر بالعطور على مدى آلاف السنين، حيث تطورت من طقوس دينية قديمة إلى صناعة عالمية تبلغ قيمتها ٥٠ مليار دولار، ورغم أن الغرب يدّعي في كثير من الأحيان أن العطور إرث خاص به، إلا أن القصة التي يرويها غالبًا ما تكون غير مكتملة.
نعم، أحدثت شانيل ثورة في عالم العطور مع عطر No. 5، لتصبح أول دار أزياء تخوض عالم العطور، وأعاد Shalimar من جيرلان تشكيل الطريقة التي يُتَخيل بها الشرق، واضعًا الأساس لما يُعرف اليوم بعطور الأورينتال، أما Angel من تييري موغلر، فقد أطلق عائلة العطور الشهية التي تبدو وكأنها صالحة للأكل، بينما قدم Oud Wood من توم فورد خشب العود المحبب للعرب إلى الأسواق الغربية في لندن وباريس ونيويورك.
ومع ذلك فإن الشرق الذي قدّم للعالم هذه المكونات والتقنيات، غالبًا ما يُستبعد من تاريخه الخاص، فقبل أن تعبّئ فرنسا شهرتها في زجاجات، كانت الجزيرة العربية قد أتقنت فن العطور، ولم تقتصر على استخدامها كوسيلة للجمال فحسب، بل استعملتها أيضًا كأداة للسلطة.
في كتاب “من اللبان إلى عشاق العطور” تسلط الصحفية المصرية_الأمريكية عُلا سالم، مديرة التحرير في مجلة New Lines الضوء على القصة غير المروية للعطور من عطر كليوباترا إلى ازدهار صناعة العطور في الغرب اليوم، تصطحب سالم القرّاء في رحلة ثقافية تمتد من تقاليد العطور في مصر القديمة إلى فنون صناعة العطور الحديثة، لتروي التاريخ الخفي وراء العطور التي نحبها اليوم.
الكتاب سيتم نشره في عام ٢٠٢٧ من قبل “One Signal Publishers”، وهي دار نشر تابعة لأحد أكبر خمسة ناشرين في العالم: سيمون آند شوستر.