
الوصف العطري أو وصف الرائحة هي عبارات ومصطلحات يستعملها المدونين والهواة ومصممين العطور، وكذلك موردين وموزعين الزيوت والمواد العطرية، تختلف بوصفها وتعابيرها من شخص لشخص وكذلك لمن يتم توجيهها.
يستخدم الموزعين وبائعين الزيوت العطري من مستخلصات طبيعية وجزيئات ومواد صناعية عبارات ومصطلحات تكون عادة موجهة لمصممين العطور، مختلفة بطريقتها عن التي يتم وصفها من هواة العطور والمدونين في وسائل التواصل الاجتماعي.
كذلك يختلف المدونين كلٍ بأسلوبه وطريقته الخاصة، البعض من خلال الصورة والبعض من خلال مشهد خيالي والبعض من خلال تقريب صورة العطر من المواد المحيطة بنا، والبعض من خلال وصفه لمواد العطر الموجودة داخل الزجاجة حسب مايتم ذكره في بعض المواقع، نختلف في أطباعنا نختلف في طريقة وصفنا ولا نتفق مع البعض وهذا أمر طبيعي، لكن وصل الأمر للبعض باستعمال ألفاظ خادشة ولا تناسب الذوق العام.
إن وصف رائحة مادة أو عطر كان ولايزال محط نقاشات وجدال لكل مهتم بهذا المجال، لا يوجد وصف بكلمة واحدة يصل فيها إجماع من كل القراء على سبيل المثال، فتفسير الرائحة الخشبية يتم من خلال عمليات معقدة داخل دماغ كل شخص مختلف عن غيره.
إن الزيت العطري تتغير رائحته حسب مناخه، بيئته طرق استخلاصه، طرق تقطيره، تعتيقه والعمليات الكيميائية التي يتعرض لها إلى مرحلة تفسيره من شخص أو عطّار لآخر.
تتم تجربة الزيت العطري وتدوين وصفه العطري من خلال أخذ عينة وقطرة على ورقة شم العطور “blotter”، وتدوين الرائحة من البداية وبعد فترات متفاوته تصل لأيام حسب ثبات المادة إلى مراحله الأخيرة.
على سبيل المثال يتم وصف زيت الأميريس كالآتي:
خشبي ناعم، رائحة زيتية بلسمية حلوة، ملاحظة عالية خفيفة شبيهه بالفلفل والزنجبيل، وملاحظة خفيفة في الفترات الأخيرة لرائحة الفانيليا الحلوة.
طبعاً هذا الوصف يتغير حسب فهم شخص لآخر وحسب تركيز الزيت والمادة المذيبة إلخ.
تحتوي العطور على مواد عديدة بعضها يشترك بالملاحظات وبعضها يختلف، فتخيل كمية المواد في العطر الواحد وكل مادة تحمل وصف خاص بها تندمج مع بعضها.
لتصل إلينا ونصفها بطريقتنا من خلال صورة أو قصيدة شعرية أو نثر أو من خلال تفكيك المواد العطرية بأنوفنا، والبعض فقط من خلال قراءة المكونات العطرية والبعض بأساليب وعبارات ليست جديرة بالذكر.
الوصف العطري واقعه وزيفه
في البداية لنصف عطر جوبيليشن الرجالي من أمواج، بداية فاكهية حلوة مع لمسات حمضية كذلك سويتية، وبروز واضح لنوتة اللبان الدخانية مع نفحات من اللابدانوم في الخلفية اللي تعزز الريحة الدخانية والكزبرة لعمل توازن للنوتات السويتية، قلب العطر عسلي سويتي تابلي مع استمرار للرائحة الدخانية بطابع خشبي القادمة من أخشاب الغاياك وحلاوة تابلية حارة ودافئة وكذلك جافة من القرنفل والدارسين مع خلفية بعيدة لرائحة الزهور بطابع شرقي، قاعدة العطر شرقية بحتة مدخنة كثيفة من العود والكثير من الصمغيات مثل المرة والجاوشير مع لمسة ترابية عنبرية من أخشاب السيدار والأمورتال أعطت رونق وتعقيد للعطر.
هل تعلم بأن هذا الوصف تم من خلال المكونات المعلنة في فراغرانتيكا وبدون الحاجة إلى تجربة العطر، فعلى الرغم من جمال الوصف ولكنه زائف، يعتمد البعض بشكل كبير على النوتات المعلنة والأكوردات الموجودة في مدونات العطور ليصف العطر نعم قد يعبر بصورة جميلة لدى البعض لكن واقعها زائف ولُبُّها مُجَوَّف.
عطر جوبليشن أمواج الرجالي فيه رائحة بوزية طبيعية من green cognac، ولو تم ذكره لرأيت أكثر من ٩٠٪ يصفون قلب العطر بأنه بوزي، ولأنه غير مذكوري مكونات القلب فلم يصفه أحد.
| مكونات عطر جوبليشن الرجالي من أمواج
مقدمة العطر: توت العليق، اللبان، البرتقال، اللابدانوم، الكزبرة والطرخون.
قلب العطر: العسل، أخشاب الغاياك، القرفة، ورق اللورا, القرنفل، الورد، الأوركيد وبذور الكرفس.
قاعدة العطر: الجاوشير، العود، المر, الباتشولي، أخشاب الأرز، العنبر جريس، الأمورتال، المسك وطحلب البلوط.
أجمل وصف للعطر هو ذلك الوصف الذي يأتي من الواقع، وصفت لي ابنتي الصغيرة ذات الثلاثة أعوام عطر فايس فيرسا من إيف سان لوران بأنه حديقة مع حلوى، فأي وصف أجمل من ذلك الوصف البسيط البعيد عن التعقيد والبعيد عن المكونات التي لم يجربها أغلبنا.
لا يكون وصفنا فقط بالتسمية، قد تستعمل بعض الشركات مواد صناعية مثل الجافانول وتذكر بالنوتات المعلنة خشب الصندل، فلا يجب فقط ذكر العطر بأنه يحمل رائحة الصندل الخشبية، بل علينا أن نتعمق أكثر في نوتة ذلك الصندل هل هو جاف خشبي كريمي ناعم سويتي يميل للفانيليا إلخ، وإن كان طبيعي فهناك أنواع عديدة من الصندل بها بعض الاختلافات، فالصندل الأسترالي سويتي كريمي
وهناك أنواع جافة وأنواع أقل كريمية وأكثر حلاوة إلخ.
ولا ننسى أن التركيبة الأصلية للعطر لا نعرفها وهناك مكونات عديدة غير معلنة تأثر على الرائحة، فعلينا أن نطلق ابداعاتنا ووصفنا الخاص، وأن نغرد في وصفنا من واقع تجاربنا ومما نمارسه ونشاهده في حياتنا اليومية.
عند وصف العطر في البداية لابد من ذكر الشركة المصنعة للعطر وصانع العطر وسنة الإصدار، فهذه أشياء أساسية في كتابة أي تجربة عطرية تنشر على الموقع هنا، ثم بعد ذلك نتطرق لفكرة العطر والرؤية الفنية من الدار لعطرها ونقوم بذكر مكونات العطر وسعره على الموقع.
كذلك يفضل تجرية العطر أكثر من مرة في ظروف بيئية مختلفة للحكم الصحيح عليه.
يفضل عدم تجرية عينات أخرى معه وأن تكون في بيئة نظيفة خالية من الروائح التي تشوه على تجربة العطر.
الوصف لابد أن يكون وصف الرائحة وليس ذكر مكونات فأنت هنا لم تنقل لنا أي إفادة عن العطر، ولابد من التطرق لأداء العطر ومن يناسب والظروف المناسبة لارتداءه.
لماذا اغلبية صناع المحتوى يعتمدون على النوتات من مواقع العطور و ليس الشم؟
أحياناً تكون حافظ قصيدة شعرية ولكن تعجز عن تذكر القصيدة وما ان تسمع مطلع القصيدة أو أول كلمة من كل بيت تنطلق يعتمد البعض على هذه المواقع بمثل هذا الشيء والبعض يبالغ باعتماده حتى ينسى ما يشم ولا يعطي العطر وصفه الواقعي،