يُعتبر أكورد الكيفي تركيبة عطرية تاريخية متجذرة في الطقوس والثقافة المصرية القديمة، ويُعد واحدًا من أكثر الخلطات العطرية قدسية وتقديرًا، حيث استُخدم بشكل أساسي كبخور في المعابد والطقوس الخاصة.
يعود اسم كيفي Kyphi إلى النصوص المصرية القديمة والترجمات اليونانية التي وصفت طريقة تحضيره واستخدامه، وهو بخور مصري قديم يعتبر أول عطر على الإطلاق، ابتكره المصريون منذ ٤٠٠٠ عام، وهو يكشف عن الأبعاد الغنية للعنبر.
تم العثور على الوصفة المعقدة للكيفي على جدران المعابد المصرية ويتكون من ١٦ مكونًا مميزًا.
في المعابد كان يحرق الكيفي عند الغسق أو في وقت مبكر من المساء للتحضير لطقوس المساء ولعمل الأحلام، كان الكيفي مبللًا بالنبيذ واستعمل كدواء، وأحرقه النبلاء المصريون كعطر شخصي عن طريق الدخان (الذي كان يتشبث بالشعر والملابس)، وكان يحرق في المساء لإبعاد هموم اليوم ودعوة الأحلام السعيدة.
إن kyphi هو تفسير حديث للكيفي المصري الأصلي، باستخدام ١٦ مكونًا ثمينًا يتم طحنها بشكل منفصل، ثم يتم تجميعها معًا في مزيج من الراتنجات العضوية والنبيذ المحلى والعسل البري، هذا لا يربط المكونات معًا فحسب، بل يخلق أيضًا عملية كيميائية تحول حقًا رائحة البخور وتخلق دخانًا سماويًا عند حرقها على الفحم.
السمات الرئيسية لأكورد الكيفي:
١. الأهمية الروحية:
لم يكن الكيفي مجرد عطر بل بخورًا مقدسًا، يُعتقد أنه يمتلك خصائص تطهيرية، مهدئة وتأملية، كان يُستخدم للاتصال بالآلهة وتطهير الأماكن وإضفاء شعور بالانسجام الروحي.
٢. التركيبة المعقدة:
كان أكورد الكيفي مزيجًا من العديد من المكونات، وغالبًا ما يزيد عددها عن عشرة.
تصف الوصفات القديمة من نصوص مثل بردية إيبرس أو النقوش المعبدّية مكونات مثل:
العسل: لإضافة الحلاوة وربط الخليط.
النبيذ: لإضفاء العمق والمساعدة في التخمير.
الزبيب أو التمر: لإضافة نكهة فاكهية.
الصمغيات (مثل اللبان والمر): لإضفاء الدخان والدفء.
الأخشاب العطرية (مثل الأرز والعرعر): لتشكيل قاعدة خشبية جافة.
التوابل (مثل الهيل والقرفة): لإضافة الحدة والتعقيد.
الأعشاب (مثل النعناع والكالاموس): لإضفاء الانتعاش والتوازن.
كانت هذه المكونات تُطحن وتُمزج وتُنقع بعناية غالبًا على مدى أيام، لإنتاج أكورد متعدد الأبعاد وغني.
٣. العلاقة برائحة العنبر:
أثر الكيفي على صناعة العطور الحديثة خاصة في ارتباطه بالنفحات الدافئة، الراتنجية والحلوة التي تشبه نفحات العنبر.
تُشبه طبقاته من الحلاوة والتوابل والدخان غنى العنبر الموجود في التركيبات المعاصرة.
٤. الرمزية:
في مصر القديمة كان الكيفي يرمز إلى دورة الحياة والموت والبعث، وكان استخدامه في الطقوس المسائية يهدف إلى ضمان المرور الآمن إلى عالم الأحلام، وغالبًا ما يرتبط برحلة الروح في الحياة الآخرة.
التفسير الحديث:
يستلهم العطارون اليوم أكورد الكيفي من خلال مزج:
النفحات الشبيهة بالعنبر باستخدام مكونات مثل اللابدانوم والبنزوين.
اللمسات الحارة باستخدام الهيل، القرفة والقرنفل.
الإضافات الفاكهية باستخدام الفواكة المجففة أو النفحات الكحولية مثل الرم.
البخور لإضفاء جودة دخانية وتأملية.
تهدف العطور المستوحاة من الكيفي في العصر الحديث إلى استحضار الإحساس بالفخامة القديمة والروحانية والارتباط بالطبيعة، مما يجعلها تركيبة خالدة وموقرة في عالم العطور.
مكونات أكورد الكيفي:
يتكون أكورد الكيفي من ١٦ مكونًا رئيسيًا كما ورد في النصوص القديمة، هذه المكونات هي:
١. العسل: لإضافة الحلاوة واللزوجة.
٢. النبيذ: يستخدم لإذابة بعض المكونات ولتعزيز الرائحة.
٣. الزبيب: يضيف طابعًا فاكهيًا غنيًا.
٤. الصنوبر: يُستخدم الصمغ أو الراتنج لإضفاء رائحة خشبية.
٥. اللبان: يضفي عمقًا راتنجيًا وروحيًا.
٦. المرّ: يعزز الطابع الدافئ والراتنجي.
٧. القرفة: تضيف لمسة حارة وحلوة.
٨. الكالاموس: نبات عطري يعزز الطابع العشبي.
٩. السرو: يُستخدم زيته أو أوراقه لإضافة طابع خشبي وجاف.
١٠. العرعر (التوت أو الخشب): لرائحة خشبية منعشة.
١١. الهيل: يعزز الجانب الحار والعطري.
١٢. الزعفران: يضيف لمسة زهورية غنية ومميزة.
١٣. القصب العطري: يعطي نغمات عشبية حلوة.
١٤. الناردين (السنبلة): يعزز الطابع الترابي والعشبي.
١٥. العرقسوس: يعطي لمسة حلوة معقدة.
١٦. الدهون أو الزيوت: تُستخدم لربط المكونات معًا وتثبيت الرائحة.
هذه المكونات كانت تُطحن وتُمزج وتُحفظ لفترات طويلة لتكوين أكورد عميق ومعقد يُستخدم كبخور أو زيت عطري.