في عالم يتسارع فيه الابتكار وتتداخل فيه التكنولوجيا مع أرقى الفنون، تقف جيفودان الشركة الرائدة عالميًا في مجال العطور والنكهات، على خط المواجهة بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي، ففي سعيها المستمر لإعادة تعريف حدود الإبداع العطري، أطلقت جيفودان أدوات وتقنيات رقمية متقدمة، من أبرزها نظام “Carto” _ منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تمكين صانعي العطور من الابتكار بطرق أكثر دقة وجرأة.
يمثل هذا التوجه تحوّلًا جذريًا في طريقة ابتكار العطور، حيث يجتمع الحس الفني مع قوة الخوارزميات لتقديم تجارب شمية غير مسبوقة، تجمع بين العلم والحدس والإلهام.
يقول جون كلود إيلينا، صانع العطور السابق في هيرميس بأن “الآلات لا تستطيع تحليل الأفكار التي تُوجه مُبتكر العطور في عمله الإبداعي”.

في ٢٤ يناير ٢٠١٩ افتتحت شركة جيفودان السويسرية المتخصصة في تطوير العطور أول مصنع رقمي لها على الإطلاق في باريس بهدف تسريع التحول الرقمي وضمان بقائها في طليعة الابتكار، يجمع المصنع خبراء جيفودان وشركائها وعملائها من جميع أنحاء العالم لاستكشاف سبل جديدة لدفع أعمالها إلى الأمام، وفي إطار استراتيجيتها للابتكار الرقمي لعام ٢٠٢٠، أعلنت عن إطلاق كارتو Carto، أحدث أنظمتها التفاعلية والحدسية التي تعيد ابتكار الطريقة التي يبتكر بها صانعو العطور التركيبات، وتعد جزءا من برنامج “الابتكار بمساعدة الحاسوب”.
Carto هي أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تجمع بين العلم والتكنولوجيا لخدمة صانعي العطور، تم تصميمها لاستخدام “خريطة قيمة الرائحة” الفريدة بطريقة ذكية لتعظيم الأداء الشمي في التركيبة النهائية، وتسعى جيفودان مستقبلاً إلى الاستفادة من رؤى المستهلكين لتوفير بيانات إضافية لصانعي العطور لمساعدتهم في صقل تركيباتهم الإبداعية.
تدعو Carto صانعي العطور لاستكشاف توليفات جديدة من خلال نهج بصري ممتع، باستخدام شاشة لمسية عريضة تمكّنهم من ابتكار تركيباتهم بطريقة مختلفة عن الجداول التقليدية أو تمثيلات الهرم الشمي، وتشمل التجربة أيضًا روبوتًا لصنع العينات الفورية، ما يسمح بإنتاج سلس لتجارب العطور بسرعة تفوق طرق التحضير التقليدية.
من خلال تقنية التعلم الآلي – وهي طريقة لتحسين نتائج الحاسوب تلقائيًا عبر التعلم من التجارب السابقة – تستطيع كارتو اقتراح تركيبات مختلفة من المكونات العطرية.
وباستخدام شاشة لمس، يمكن لصانع العطور جمع تركيبات متنوعة باستخدام بيانات من مكتبة جيفودان الضخمة من تركيبات العطور، وهي عملية أكثر كفاءة بكثير من استخدام جداول البيانات التقليدية، يقوم روبوت صغير بتحضير العطور فورًا، مما يسهّل على صانع العطور اختبار التركيبات الجديدة.
تقول جيفودان: “تمكّن كارتو صانعي العطور من الأداء في ذروة إبداعهم، حيث تتيح لهم تحويل أفكارهم إلى واقع فور أن تخطر ببالهم تقريبًا، هذا النظام التفاعلي والبديهي يعمل بطريقة تشبه اللعبة، حيث يجعل قرونًا من الأبحاث متاحة في لحظة، أولًا يستخدم العطّار شاشة لمس واسعة لاختيار المواد الخام التي يرغب في مزجها، بعد ذلك يقوم روبوت خاص بإنتاج عينة فورية باستخدام مكونات حقيقية وأفضل صيغة ممكنة، وبسرعة لا يمكن تحقيقها بالطرق التقليدية، سيظل صانعو العطور يلعبون دورًا حيويًا في ابتكار العطور، وهذه الأداة الجديدة الرائدة تجعل العملية أكثر كفاءة ومتعة، وفي المستقبل نخطط أيضًا لدمج رؤى المستهلكين في كارتو لمساعدة خبرائنا في تحسين اتفاقاتهم الإبداعية بشكل أكبر، يتم اعتماد Carto حاليًا في مراكزنا الإبداعية في جميع المناطق، حيث يجربه صانعو العطور ويدمجونه في عملية الإبداع، وقد بدأت النتائج الواعدة بالظهور. كما تتكامل Carto مع أنظمتنا المعتادة في الابتكار، مما يوفر تجربة إبداعية شاملة ومبتكرة لصانعي العطور”.
قال ماوريتسيو فولبي، رئيس قسم العطور:”نحن ملتزمون بشدة بدفع عجلة الابتكار الرقمي في مجال العطور، ومن المثير أن نرى كارتو تنبض بالحياة، فهي تطوّر فعلاً طريقة ابتكار العطور، يمكّن هذا النظام صانعي العطور من الجمع بين العلم الفيزيائي، الكيميائي والتكنولوجيا لتعظيم استخدام مكوناتنا، مع جعل التجريب أبسط وأكثر متعة، إنه يحقق أفكارهم وإلهامهم ومفاهيمهم الإبداعية بكفاءة عالية، ويخفف عنهم الأعمال التكرارية، يظل دور صانع العطر في صلب عملية الإبداع، وتأتي Carto كدعم رقمي يعزّز هذا العمل الإبداعي”.

وقالت كاليس بيكر، صانعة عطور ومديرة مدرسة جيفودان للعطور: “كنت جزءًا من هذا المشروع المثير منذ بدايته، وساهمت في تشكيل هذه الأداة التي أعتقد أنها تسهم في مستقبل صناعة العطور، إنها دعم حقيقي ومكمل لعملنا، وتسمح لنا بالتجريب أكثر بكثير مما يمكننا اليوم، وبأن نضبط تركيباتنا بأداء شمي فائق، ونحن صانعو العطور نضيف اللمسة الإبداعية _ الجزء الأهم الذي لا يمكن لأي نظام أن يستبدله”.
“الأمر كله يتعلق بتوفير وقت أكثر لصانع العطور”.
وتضيف: “يستطيع صانع العطور اختيار مكونات من بين ١٥٠٠ مادة مختلفة ووضعها في الزجاجة دون لمس أي منها، هذا يساعد في تقليل الوقت الضائع في البحث والرجوع إلى الملاحظات الورقية”.
توضح بيكر أن عملية صناعة العطور قد تطورت عبر الزمن، وهذا مجرد تطور طبيعي.
“قبل نحو ٤٠ عامًا كان صانعو العطور يعملون بجانب مكوناتهم جميعًا ويقومون بخلطها يدويًا مع تسجيل الكميات والأسماء على ورقة.
وفي الثمانينيات دخلت الحواسيب هذا المجال، وأصبح صانعو العطور يستخدمون أنظمة تشبه جداول الإكسل لصناعة التركيبات”.
من فوائد كارتو أن العيّنات تُحضّر فورًا، مما يمنح جيفودان ميزة تنافسية، تقول بيكر: “بإمكاننا تعديل العطر مباشرة مع العميل، وهذه نقطة إيجابية كبيرة، ليس فقط لأننا نوفر الوقت، بل لأن هناك نوعًا من الحميمية في العمل المشترك أمام هذه الأداة”.
تُعد Carto أداة مستقبلية تُكمل حرفتنا العريقة، حيث تتيح لنا تجربة التركيبات بسهولة وفعالية أكبر، يمكن لصنّاع العطور استخدام هذه الأداة الجديدة للإبداع بحرية أكبر، مما يمكّننا من تجاوز الحدود التقليدية في ابتكار العطور.
يان فانييه، صانع عطور راقية
“المصنع الرقمي” هو مسرّع للمشاريع يجمع بين خبراء جيفودان وشركائها وعملائها من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف طرق جديدة لتحويل الأعمال وخلق فرص داخل منظومة نابضة بالحياة من الابتكار، يقع هذا المصنع الرقمي في قلب العاصمة باريس، بجوار Station F، أكبر حرم للشركات الناشئة في العالم.
يعد “المصنع الرقمي” منصة جديدة ستمكّن جيفودان من توسيع آفاق الإبداع أمام خبراء النكهات والعطور لديها، وإعادة ابتكار طرق صناعة وتطوير النكهات والعطور التي تُمتع المستهلكين حول العالم.
لطالما كان الابتكار في صميم استراتيجيتنا، وخلال السنوات الماضية نجحنا في اختبار إمكانات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتقنيات الناشئة.
إن إطلاق مصنعنا الرقمي سيساعدنا على تسريع هذه الفرص الرقمية والتوسع نحو مجالات جديدة، فيما نواصل تشكيل مستقبل صناعتنا وقيادة الطريق نحو الجيل القادم من تجربة العملاء.
جيل أندرييه، الرئيس التنفيذي لجيفودان
بمساعدة بمساعدة كارتو _ أداة التصميم الرقمية من جيفودان _ قامت صانعة العطور أميلي جاكان بابتكار توليفة ورد جديدة كليًا، مكتشفة جوانب لم تكن تعرفها من قبل، وعلى الرغم من اعتيادها العمل مع هذه الزهرة الأيقونية المعقدة والجميلة، تشير أميلي إلى أن كارتو يمنحها منظورًا جديدًا كاشفًا لها عن جوانبها الخضراء.
المصنع الرقمي هو مساحة للإلهام وتوليد الأفكار، وتسريع المبادرات في بيئة تُحفّز عقلية الابتكار، وتشجع على التفكير خارج حدود الطرق التقليدية.
فابيان جونولت، رئيس إدارة المعلومات والتكنولوجيا
ليست مهمة الذكاء الإصطناعي أن يحل محل الإنسان، يل أن يهمس في أذنه بما لم يره من قبل.
أداة Carto لا تصنع العطر، بل تعزف خلف العطار نغمة خفية، وتعيد ترتيب الظلال على لوحة كان يظنّها مكتملة، وتفتح له أبوابا نحو مكونات مألوفة برؤية غير مألوفة.
وهكذا يصبح العطر في زمن الذكاء الاصطناعي، حوارًا راقيًا بين الشغف البشري والدقة الرقمية، حوارًا لا يُكتب بل يُشم، ولا يُقرأ بل يُحس.