
انطلق في رحلة عطرية غير تقليدية عبر معاقل العطور في عمان مع رينو سالمون المدير الإبداعي لأمواج، والذي يحدثنا عن بعض ما لفت انتباهه وأثار إلهامه أثناء عمله وتواجده في سلطنة عمان.
رمز عمان، ليس من المفاجئ أن الكثير من الإلهام لتركيبات أمواج المعقدة مستمد من محيط السلطنة الغامر، طبيعي وصناعي، كلف رينو سالمون صاحب الرؤية الإبداعية في بيت العطور بفتح كل ركن من أركان عمان، من ينابيعها الكبريتية الزرقاء وأسطح الجبال الصخرية، إلى مشاتل النباتات في مسقط والمخابز المجاورة.
تم تعيين رينو سالمون في عام ٢٠١٩ وهو كبير مسؤولي الإبداع في أمواج، ويأتي من خلفية غنية في مجال الجمال الفاخر.
اشتهر سابقًا بعمله كنائب رئيس لعطور مارك جيكوبس، وأدواره مع ألكسندر ماكوين ودولتشي آند غابانا.
عاش المواطن البلجيكي في بروكسل وجنيف ولندن وميلانو ونيويورك وباريس، في ما يقرب من خمس سنوات مع أمواج عزز سالمون علاقات البيت العماني بأنوف مشهورة وقدم اتجاهًا رقميًا جديدًا لمصنع العطور.
مشاتل النباتات، السيب

“كلما اقتربت من الهبوط في مسقط، لاحظت تلك المربعات العديدة من الشباك الخضراء بين البيوت البيضاء في المدينة، وتحت تلك الحماية من أشعة الشمس تكشف البيئات النباتية الخصبة لمشاتل النباتات عن رائحة قوية: مزيج من النباتات الدافئة والزهور الغريبة والتربة الرطبة، وفي صناعة العطور نطلق على هذه الرائحة “ماء بائع الزهور” ولا توجد هذه الرائحة في أي مكان آخر في عمان باستثناء ربما خلال موسم الخريف، عندما تحول الرياح الموسمية منطقة ظفار إلى لوحة من اللون الأخضر والظلال الرمادية الضبابية، هناك شيء من الحنين إلى الماضي في هذه الرائحة فهي تذكرني بطفولتي في بلجيكا”.
مخبز لا كابرا، القرم

“لقد ولدت إحدى أولى ذكرياتي الشمية عن عمان في أحد المخابز، كنت أتناول القهوة أثناء القراءة وفجأة امتلأت الغرفة برائحة دافئة إلهية: روائح الفانيليا وماء الورد والزعفران والعسل والهيل والقرفة والتوابل الأخرى”.

“كان الخبازون قد فتحوا للتو فرنًا معدنيًا كبيرًا وأخرجوا صواني مليئة بالمعجنات المغطاة بالعسل، والتي سرعان ما أصبحت على دراية بها: البسبوسة واللقيمات والمزيد، ألهمتني تلك اللحظة البروستية في ابتكاري الأخير لشركة أمواج، لوف ديلايت”.
استوديو ايه آر سيراميكس، القرم

أحلام الريامي فنانة سيراميك عمانية موهوبة عملت معها لعدة سنوات حتى الآن، إنها تعيد اختراع الحرفة المحلية التقليدية للفخار بيد حديثة وجماليات بسيطة ولكنها مذهلة، أرى الكثير من أوجه التشابه مع أمواج في الطريقة التي تحول بها المواد من الطبيعة إلى أشياء ثمينة سيعتز بها الناس لفترة طويلة، ولا أستطيع أن أشبع من رائحة الطين الرطب الذي تستخدمه، فهي تشبه رائحة الجدران في عمان عندما تمطر بعد فترة جفاف طويلة، نطلق على هذا العطر اسم “بتريكور”.
سوق كورنيش مطرح، مسقط

“السوق عبارة عن فوضى جميلة، إنه مليئة بالأحاسيس ومشهد شمي متعدد الألوان، إنه المكان الذي تلتقي فيه مسقط بأكملها، حيث تمتزج الهدايا التذكارية السياحية المستوردة بالسلع المحلية المثيرة للاهتمام حقًا، سوف يلفت انتباهك منتجو المنسوجات وهم يلقون وشاحًا حريريًا عليك. سوف يلفت انتباهك تجار اللبان بمباخرهم من بعيد في تلك الممرات الضيقة، أشعر أن دخان البخور يشبه فقاعة من الهدوء في السوق الصاخب”.
ديجيديجي ميشكاك، السيب

“وبمجرد غروب الشمس، يتم شواء المشكاك على جوانب الطرق ولا يكشف أي من المحلات عن الوصفة السرية للتوابل الحارة التي تستخدم في إعداد أسياخ المشكاك العمانية التقليدية، وفي الليل تزدحم هذه الشاحنات الصغيرة بالناس، بينما يتبادل الناس القصص والحكايات حول عربات مليئة بالفحم المشتعل”.
عين الكبريت الحن

“في وسط الجبال القاحلة توجد تراكمات طويلة من الصخور الرمادية، في ما كان لابد أن يكون مجرى نهر قديم كبير، هذا المكان جاف معظم العام باستثناء بعض الأيام النادرة الممطرة، في منتصفه يمتد عرق فيروزي رقيق، في بعض الأيام تكون المياه شفافة، تكشف عن طبقة سميكة من الطين الكبريتي الأبيض تحتها، في أيام أخرى تكون حليبية وتتخذ لون الخزف الصيني، يستحم السكان المحليون هنا ويضعون الطين على أذرعهم ووجوههم للحصول على النعومة التي يوفرها، أنا مفتون بالتناقض المذهل بين البيئة المعدنية الوعرة والتدفق اللطيف لهذا النبع العطر”.