
تواصل العلامة التجارية باكو ربان تجاوز الحدود وتقديم الجديد، حيث أطلقت عطر Phantom في عام ٢٠٢١، وقد تم ابتكاره من قبل أربعة من كبار العطّارين: لوك دونغ، جولييت كاراجوزوغلو، دومينيك روبيون وآن فليبو من شركة International Flavors and Fragrances (IFF)، وكان الهدف هو ابتكار عطر يعزز الشعور الجيد والطاقة الإيجابية، والنتيجة كانت عطرًا جريئًا يحتوي على نوتات من اللافندر والليمون والفانيليا، حيث تم تعزيز رائحة الليمون بجزيء قديم الطراز يُعرف باسم styrallyl acetate.
وقد استخدم العطّارون عملية مبتكرة من IFF تُعرف باسم “الإبداع المعزّز” (augmented creativity)، وهي تجمع بين الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب والأدوات الخوارزمية، لتوسيع حدود الإلهام البشري وتوليد أفكار جديدة وغير متوقعة.

على سبيل المثال جاء العطّار لوك دونغ بفكرة مجنونة لتضخيم استخدام مادة styrallyl acetate بشكل مفرط لابتكار عطر مستقبلي، وقد شجعه الذكاء الاصطناعي على استخدام هذه المادة بكمية تعادل عشرة أضعاف الكمية المعتادة في العطور الحديثة.
يقول دونغ: “أفضل أن أرى الذكاء الاصطناعي كجهاز GPS، لكنني أبقى السائق، يمكنه أن يخبرني بسرعة الطريق أو يعرض طرقًا بديلة، لكنني أنا من يقرر في النهاية إلى أين أذهب”.
ومع معرفتنا للأجزاء من الدماغ المرتبطة بمشاعر معينة، قامت شركة باكو ربان بالتعاون مع IFF باختبار العطر على رجال شباب تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٥ عامًا، لمعرفة ما هي المشاعر التي يثيرها في أدمغتهم، وقد أخذوا ٤٥ مليون قياس لنشاط الدماغ لتحديد الأجزاء التي تنشط عند شم مكونات معينة أو تركيبات مختلفة من الروائح، واكتشفوا أن تركيبة Phantom تثير ثلاث مشاعر إيجابية: الانتباه، الطاقة والجاذبية الجنسية.
الأمر الأكثر إثارة هو أن غطاء الرش في زجاجات الـ ١٠٠ مل و١٥٠ مل، والتي تأخذ شكل روبوت فضي لامع يحتوي على شريحة NFC، عند لمسها بالهاتف الذكي يتم توصيل المستخدم بعالم Phantom الرقمي، والذي يتضمن فلاتر تفاعلية، قوائم تشغيل مخصصة، واقع معزز، ألعاب تفاعلية والمزيد.
على الجانب الآخر، العطور المعززة للمشاعر هي أيضًا هدف لعلامة Charlotte Tilbury (المملوكة لشركة Puig)، لكن بأسلوب أكثر بريقًا ولمعانًا، وتدّعي مؤسسة العلامة أنها تستخدم علم العطور، وذلك بفضل شراكة مع شركة IFF، وتوضح العلامة: “الخوارزمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي طورتها IFF تحدد تركيبات من المكونات تعمل بتناغم لتعزيز مختلف جوانب كل شعور”.

شارلوت تيلبري تغوص في أعماق العاطفة مع أول مجموعة عطور لها المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مجموعتها المكونة من ستة عطور “أو دو بارفام”، استعانت علامة شارلوت تيلبري (التابعة لمجموعة Puig) بعطّارين وخبراء في علم الأعصاب من دار التركيب العطري IFF لصياغة تركيبات تهدف إلى إحداث صدى عاطفي لدى المستهلك، وقد تولّت شركتا Stoelzle وVerescence صناعة القوارير المستوحاة من زجاجات القرن الثامن عشر.
الأرقام، علم الأعصاب، الألوان، الكريستالات، لم يكن هناك حدود للإلهام عند ابتكار أول خط من عطور “أو دو بارفام” لعلامة المكياج الشهيرة، وجاء في بيان صحفي للعلامة: “خلال تعاونها مع كبار العطّارين وخبراء علم الأعصاب في IFF، وصفت شارلوت تيلبري المشاعر التي ترغب في أن توقظها في من يرتدي عطورها، ما أدى إلى تطوير لوحة محددة من جزيئات العاطفة التي استخدمها العطّارون في ابتكاراتهم”.
فعطر Magic Energy، وهو عطر خشبي، يُقال إنه زاد من مستويات الطاقة لدى ٩٨٪ من المختبرين، في حين قال ٨٤٪ إن عطر More Sex، وهو عطر جلدي مسكي، ضاعف لديهم مشاعر الإغراء والجاذبية.

إعطاء العطر تقييمًا عاطفيًا قد يكون ميزة، لكن من غير المؤكد أن جميع المستهلكين سيتقبلون هذا المفهوم، فتقدير الرائحة يظل العامل الأهم دون شك، كما أن حاسة الشم ليست العامل الوحيد في قرار الشراء، فهناك عناصر أخرى مثل شكل الزجاجة ولونها ناهيك عن سعر البيع يمكن أن تؤثر أيضًا في اتخاذ القرار، ومع ذلك فإن هذه المقاربة المرحة وغير التقليدية تتماشى مع روح عالم Charlotte Tilbury.