مكونات عطرية

الجالبانوم: كنز عطري خالد

الجالبانوم مكون عطري رائع يعرف أيضًا باسم الحلقة الصمغية، هو عشب معمر يشكل شجيرة كبيرة ذات جذور طويلة يبلغ طولها حوالي متر واحد، وهي مزينة بأزهار صفراء خنثى تنبعث منها رائحة كريهة، وتجذب الذباب للتلقيح.

تنمو هذه النباتات بكثرة برية على طول المنحدرات الجبلية في شمال إيران وإلى حد ما في أفغانستان وتركيا.

استورد المصريون القدماء كميات هائلة من بلاد فارس لاستخدامها في طقوسهم الدينية وطقوس التحنيط والعديد من المراهم العلاجية وكوجه من جوانب العطر الفريد المعروف باسم ميتوبيان.

قام الرومان واليونانيون بحرق الجالبانوم في أعواد البخور، وإضافته إلى ماء الاستحمام المعطر ودمجه في مرطبات البشرة والمراهم.

خلال العصور الوسطى في أوروبا، كان الجالبانوم عنصرًا مهمًا في العديد من تركيبات الأدوية.

لعدة قرون تم استخدامه كعلاج لمشاكل الجهاز الهضمي، وكمنشط للشهية ولتخفيف السعال والتشنجات، كما تم تطبيقه أحيانًا على الجلد لعلاج الجروح.

يستخدم هذا الزيت العطري أيضًا اليوم كنكهة في الأطعمة والمشروبات.

تم استخدام الجالبانوم عبر التاريخ لأغراض مختلفة، بما في ذلك كعنصر في البخور المقدس المستخدم في المعابد اليهودية القديمة.

يتم حصاده عن طريق شق في جذر النبات ينتح مادة صمغية تطلق سائلا حليبيا أبيض برائحة قوية، بالإضافة إلى ذلك تنبعث من أوراق الجالبانوم رائحة قوية تشبه رائحة اليانسون، ثم يتم استخلاصه إما عن طريق التقطير بالبخار للحصول على الزيت العطري، أو عن طريق التقطير بالمذيبات لسيقان النبات، والتي يتم استخلاصها في قطرات صغيرة تعرف بالدموع لإنتاج الراتنج الخشبي الترابي.

يتم استخراج زيت الجالبانوم الأساسي من راتينج النبات من خلال التقطير بالبخار، مما يحافظ على رائحته الفريدة والقوية.

زيت الجالبانوم العطري أخضر بشكل مكثف وطبيعي وطازج.

الرائحة الترابية والخشبية المنعشة لزيت الجلبانوم العطري تجلب المتعة للعقل والروح، إنها رائحة عطر غنية وخضراء وغامضة وخشبية ومعقدة للغاية، ويمثل تطبيقها تحديًا هائلاً لخبراء العطور.

يتطلب استخدام الجالبانوم في صناعة العطور الدقة، حيث يجب أن تكون جرعاته دقيقة لتجنب الرائحة الكريهة.

يحتل الجالبانوم مكانة فريدة في عالم صناعة العطور، يمكن استخدامه بعدة طرق بسبب جوانبه الشمية الجوهرية، والتي تشمل: أخضر، عشبي، خشبي، مر وجاف قليلا، مع القليل من الصنوبر، بلسمي وحيواني.

يعتبر الجالبانوم رائحة مرجعية في صياغة النوتة الخضراء في صناعة العطور، تضفي هذه المادة القوية النضارة والحيوية على العطور التي تحتوي عليها، إنه يضفي أثرًا متعدد الأوجه يستحضر مزيجًا من الروائح الحارة والخضراء التي تستحضر صور أوراق الشجر أو الغابات.

شهد الجالبانوم انتعاشًا في شعبيته في السنوات الأخيرة، ليصبح مكونًا مطلوبًا في كل من العطور المتخصصة والعطور السائدة، فهو يضفي طابعًا أخضرًا وترابيًا مميزًا، مما يجعله إضافة متعددة الاستخدامات ومثيرة للاهتمام إلى تركيبات الروائح المختلفة.

هذه المادة الطبيعية القوية هي القوة الشمية وراء أحد أكثر العطور شهرة في العالم وهو عطر شانيل رقم ١٩ في عام ١٩٧٠، الذي تم تصنيعه من مادة الجالبانوم الإيرانية المتفوقة.

تمتزج رائحة الجالبانوم المنعشة والمنشطة بشكل جيد مع مجموعة من روائح العطور الأخرى، يمكن دمجه بشكل متناغم مع العناصر الزهرية والحمضية والخشبية، مما يضفي بعدًا إضافيًا وعمقًا على التركيبة العامة، في العطور غالبًا ما يتم مزج الجلبانوم مع روائح مثل البارغموت والخزامى والورد والياسمين وخشب الصندل، مما يخلق روائح آسرة ومتطورة.

تعدد استخدامات الجالبانوم جعله خيارًا شائعًا للعطور للجنسين، حيث أن رائحته الخضراء والترابية تكمل ملامح الروائح الذكورية والأنثوية.

في الختام يعتبر الجالبانوم مكونًا رائعًا وعطريًا وله تاريخ غني وعدد لا يحصى من التطبيقات في صناعة العطور الحديثة، رائحته الخضراء والترابية المميزة تضفي النضارة والحيوية على تركيبات العطور المختلفة، يستمر هذا الكنز العطري الخالد في جذب وإلهام صانعي العطور وعشاق العطور على حدٍ سواء.

Aromatic Glance

Golden serenade like desert dunes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى