في عالم العطور، هناك من يسعى لابتكار روائح مألوفة ترضي الذوق العام، وهناك من يخوض رحلة معقدة لصياغة تفردٍ لا يشبه غيره، إنفيكياتو هو نتاج ١١ شهرًا من البحث والتجريب، حيث سعى مصممه محمد التركماني إلى تقديم تجربة تبغية فريدة تحمل في طياتها روح قاعات السيجار بلمسة من الجرأة والابتكار.
في هذه المقابلة نكتشف تفاصيل رحلة التصميم، التحديات التي واجهته، وكيف نجح في مزج النوتات الشرقية والغربية دون أن تفقد التركيبة هويتها، فهل نجح إنفيكياتو في تحقيق التميز الذي طمح إليه؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
١. هل لك أن تحدثنا عن فكرة عطر إنفيكياتو، كيف بدأت وأين انتهت؟
فكرة عطر إنفيكياتو بدأت في بداية عام ٢٠٢٤ عندما كنت في إحدى قاعات السيجار، راودني شعور بأنه لابد أن يتواجد عطر يمثل هذه القاعة بالكامل بما فيها دون استثناء، وانتهت هذه الفكرة في شهر يناير ٢٠٢٥ بعد تجارب عدة إلى أن وصلت للنتيجة التي كنت أسعى إليها.
٢. لماذا هذه الفكرة بالذات هي التي وقع الاختيار عليها؟
كوني محب للسيجار وقاعات السيجار ومدخن للسيجار من حين لآخر، ارتأيت أنه يجب علي أن أصمم عطر يمثلني أو يمثل جزء كبير من شخصيتي.
٣. ماهي الخطوات الأساسية التي مر بها العطر حتى يصل للجمهور بالطريقة المطلوبة؟
الخطوات الأساسية كانت في البحث عن المواد المطلوبة ومزجها بالطريقة الصحيحة بحيث يمكنك الشعور بأنك مختلف عن الناس المحيطين بك.
٤. هل يمثل عطر إنفيكياتو شخصيتك أم هو تجسيد لفكرتك بغض النظر عما إذا كانت المواد المستخدمه هي المفضلة لديك؟
نعم على الرغم من تصميمي لعطر فينيزيا ومشاركتي مع الأستاذ عيسى بوعباس في تصميم عود ٢٥، إلا أن إنفيكياتو هو الأقرب لقلبي، لأنه يمثل شخصيتي ويشبهني بشكل كبير، بالإضافة لاستخدامي للكثير من المواد التي أفضلها في التصميم.
٥. هل تم اختيار المكونات العطرية بناء على الذوق العام أم حسب تفضيلك الشخصي؟
في الواقع اختيار المكونات كانت مسألة نوعاً ما صعبة، نظراً لأن معظمها كانت من تفضيلي ولكن هناك لمسة خفيفة من الذوق العام، أعلم تماماً أنه عطر صعب للغاية، ولكن أؤمن بأن هناك من يبحث عن التميز والاختلاف.
٦. جمال الرائحة، الثبات والفوحان، ماهي التوليفة المناسبة التي قدمتموها أنت وعيسى بو عباس للوصول للنتيجة النهائية؟
التوليفة كانت بمزج المكونات لتكون متزنة تماماً بحيث يمكنك الشعور بأجواء قاعات السيقار من دون الدخول إليها مع المحافظة على التنقلات بين النوتات العطرية.
٧. ماهو طموحك الذي كنت تسعى إليه من خلال هذا العطر؟
كنت أسعى لتقديم عطر تبغي مختلف تماماً وجريء ينافس العطور التبغية سواء في السوق العربي أو حتى في السوق العالمي.
٨. برأيك كيف عملت المكونات الشرقية والغربية معا في الإخراج السينمائي لهذا العطر؟
المكونات الشرقية بطبيعتها قوية جداً وإبراز جماليتها في العطر صعب جداً في المزج، لذلك النوتات الغربية المستخدمة أعطت لمسة من التهدئة بعض الشيء.
٩. كيف وجدت التحدي في مزج النوتات الشرقية القوية مع الغربية دون أن تفقد العطر هويته؟
لم يكن تحدياً سهلاً أبداً ولم يكن صعباً كذلك، أستطيع القول أنه كان ممتعاً بالنسبة لي، التحدي كان بتصميم عطر لا شبيه له على الإطلاق ومتفرد، لذلك قضيت حوالي ١١ شهراً للوصول إلى هذا المزيج من دون فقدان العطر لهويته الأساسية.
١٠. حدثني عن تفاعل النوتات مع بعضها ومدى تعقيد التركيبة؟
تعقيد التركيبة يكمن في فكرة العطر نفسه، لابد من استخدام مواد قوية جداً واتصال هذه المواد ببعضها، بحيث لا يطغى أحدها على الآخر، أمر معقد جداً وأيضاً هناك بعض المواد المستخدمة ساعدت على التفاعل بصورة دقيقة ومعقدة في الوقت ذاته.
١١. ما هو أكبر تحدٍ واجهته أثناء تصميم العطر؟
التحدي الأكبر كان في الحفاظ على هوية العطر من البداية وحتى النهاية مع تداخل العديد من النوتات الأخرى لاعطاء لمسة مختلفة ومميزة للعطر، بصراحة في الآونة الأخيرة لم أجد عطر تبغ أدهشني في السوق العالمي، وهذا لا يعني أنها عطور سيئة إطلاقاً بل جميلة، ولكنها لم تقدم شيء جديد أو جريء.
١٢. هل استعنت بأي من الخبرات في المجال العطري عند صناعة عطر إنفيكياتو؟
لا أبداً، منذ بداية العمل على إنفيكياتو لم أستعن بأي خبرة سابقة في المجال، كان تفكيري منحصر فقط على النتيجة النهائية.
١٣. صف لنا عطر إنفيكياتو بثلاث كلمات.
متفرد، ملفت، قوي.
١٤. مالذي يجعل إنفيكياتو ينافس غيره من العطور في نفس الدائرة؟
أعتقد أن هذا العطر مميز ومختلف تماماً عن أي عطر تبغي آخر، متفرد ولا شبيه له، أتمنى أن أراه ينافس في السوق العالمي يوماً ما.
١٥. ما هي النصيحة التي تقدمها لمن يريد دخول عالم تصميم العطور؟
نصيحتي هي أن تدرب أنفك دائماً، ابحث في المواد واقرأ عنها وادرسها جيداً وقم بالتجارب دائماً، هناك الكثير من الأمور في التصميم لن تتعلمها إلا بالتجارب، وإياك أن تيأس إذا فشلت في تجربة معينة، لأنك لم تفشل بل تعلمت شيئاً جديداً في عالم التصميم وسيفيدك مستقبلاً.
بعد رحلة استمرت ١١ شهرًا من البحث والتجريب، وُلد إنفيكياتو ليكون عطرًا متفردًا لا يشبه غيره، مستوحًى من أجواء قاعات السيجار الفاخرة، بمزيج متقن من النوتات الشرقية والغربية، هذه التجربة لم تكن مجرد صناعة عطر، بل كانت تحديًا لابتكار شيء جديد في عالم العطور التبغية، بعيدًا عن التكرار والنمطية.
في نهاية هذه المقابلة، يتأكد لنا أن الشغف والإصرار هما مفتاح خلق الإبداع الحقيقي، فهل سيكون إنفيكياتو بداية لمرحلة جديدة في العطور التبغية؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.