مقابلات عطرية

حوار حصري مع حبيب السويدي ورؤية جديدة لمستقبل Reine de Saba

في عالم العطور، هناك أسماء تترك بصمة لا تُمحى، وأحد هذه الأسماء هو حبيب السويدي مؤسس براند رين دي سابا الفرنسي، الذي استطاع أن ينقل عشقه للفخامة والتراث إلى زجاجات تُحاكي الروح وتروي قصصًا من العراقة والابتكار.

في لقائنا الأول تحدثنا عن محاور مهمة وقيمة في عالم صناعة العطور العطور، أما اليوم فنعود إليه مجددًا لنغوص في تفاصيل رحلته المستمرة، ونستكشف رؤيته لمستقبل علامته العطرية رين دي سابا وأسرار إبداعاته الجديدة، كل هذا وأكثر في هذا الحوار الحصري الذي جمع كل ما هو غني وثري في هذه الصناعة.

برأيك ما الذي كان يميز السيد بيير بوردون عن غيره، أو ماهي بعض أسراره في صناعة العطور بما أنك كنت قربب منه وللأسف لا نعرف شيء عنه.

بيير بوردن ودومينيك روبيون وجان لويس سويزاك وميشيل ألميراك، هذه المجموعة من الاصدقاء الذي جمعتهم مدرسة رور باتران في الأول وتفرقوا بعدها، ولكن ظلت تربطهم علاقات قوية خاصة جان لويس وبيير بوردون وكذلك دومينيك روبيون، وأعتقد حلقة الوصل كان جان لويس سويزاك.

قوة هذي المجموعة من العطاريين الثلاثة كانت في روح قلوبهم لأنهم كانوا متعاونين فيما بينهم بالأفكار ولم توجد بينهم روح المنافسة، كانوا يعملون كفريق واحد، وعندما استقر دومينيك في شركة ريسورس استمر هذا العمل لمدة.

نرجع لسؤالك ماكان يميز السيد بيير هو أنه يعمل على تركيبات عطريه بسيطة ومبتكرة، لا أفتكر أن تركيبة من بيير زادت عن عشرين مادة عطرية، وكان سريع البديهة مبتكر يحمل عمله، وعندما عرف أن السوق انتقل إلى جهاز الكومجرافي فكر بالتقاعد، وقال أنه لن يشم كرت عطر بعدها وهو تقريباً ماحصل.

هل عندك فكرة أو معلومات لما تقاعد وحب يدرب اثنين يعطيهم خبرته وكانو جوليان راسكينيه وجولي ماسي.

الأستاذ الكبير بيير بوردون أو حتى أي واحد من الكبار، أعرف الطريقة الذي ينقل له خبرته، لأن الطالب القادم له يجب أن يكون دارس كيمياء وعنده خلفية عن كل المواد العطرية الطبيعية والكيميائية، ويبدأ في الأول مساعد له في تنفيذ بعض التركيبات وأحياناً في المختبر، إلى أن يعطيه تنفيذ فكرة جديدة حسب البريف المقدم من الشركة، وفي حالة احتياجه للتعديلات ينصحه بالتعديلات، وأغلب هؤلاء العطاريين كانوا يحبون أن ينفردوا بإبداعات خاصة، ولكن في الأخير يتم الموافقة من السيد بيير بوردون على التركيبة قبل عرضها وكان هناك روح الفريق.

لحتا اليوم نفسي أعرف كيف وافق بيير بوردون على تدريب جوليان راسكينيه.

بيير بوردون يعتبر جوليان زي ولده وهو كثير مقرب منه إلى اليوم، ولكن جوليان أخذ خبرة أكثر عندما استقر في دبي، فأدخل كثير من مواد العطر الشرقي الهندي في أعماله، ماقدمه جوليان راسكينيه خلال مسيرته العالمية عطر واحد في فريدريك مال ولكنه سطر اسمه أكثر في منطقة الشرق الأوسط، بينما استطاع جون كريستوف هيرو بالوصول بعطر أفنتوس كريد، وحتى سيلفر ماونتين كريد لأنه ساهم في تركيبته مع أستاذه بيير.

الأذواق حاليا اختلفت، عطور الماضي أصبح أغلبها قديم بالنسب للنمط اليوم، والتقليد أفقد عطور كثير تميزها مثل كريد أفينتوس، وقيود الإيفرا حدت من الإبداع، أغلب مكونات عطور الماضي صارت مقيدة أو يمنع استخدامها.

الإبداع ماله دعوه بقيود الإيفرا، قيود الإيفرا مراعاة للصحة العامة، وهناك مواد متوفرة كثيرة، نحنا نتعامل في حدود خمسمائة مادة عطرية بين طبيعة وكيمائية، عندك مجال تبحر فيها وتستمتع بلحن جميل يطرب الأنوف، مازال دومينيك يفعلها ومازالت نتالي لورسون وكونتان بيش ورومان ألميراك وماتيو.

عدم الاستسلام لمنهج السوق هو مايمثل الإبداع والتغيير أما الانجراف حول الأسهل هو مايقتل الإبداع، اليوم تتعطر بعطر المطبخ راح تحصل حالك خلال العشرة أعوام القادمة بين نكهات الفليفر كيك وآيس كريم وبيستاشيو وكراميل وقهوة وشوكولاتة، حقاً شيء مقرف الآن ولكن هذا الترند وهذا السوق.

هل لك أن حدثنا عن تقنية الاستخلاص بواسطة ثاني أكسيد الكربون وتقنية الهيد سبيس؟

التقنية ليست حديثة كما تقدم الآن هذه التقنية بدئتها شركة H&R في ألمانيا، تقوم على استخلاص الزيت العطري من الورد او الأزهار تحت الضغط

تقنية الهيد سبيس تعمل على قرائة كموجرافية للوردة وهي على الشجره خلال اليوم الكامل، وهذا يسهل عملية إعادة تصنيع نكهة الوردة أو الأزهار من عناصرها الكيميائية، وتقدر أن تقيم أفضل وقت وصلت الوردة أو الزهرة في اليوم، لأنها تتغير نكهتها خلال الأربعة وعشرين ساعة، وأعتقد أول عملية قراءة من هذا النوع عملتها مع H&R أعتقد في عام ١٩٩٥ في اليمن وكان حول الفل.

ماهي الروائح التي يمكن استخلاصها عن طريق هذه التقنية، هل تنفع للأقمشة أو الأطعمة أو رائحة البحر أو الغابات؟

لا هي في الغالب تستخدم على أنواع الأزهار الذي تفرز ريحة ومستحيل استخلاص زيوت عطرية، نحب نعرف أفضل وقت تفرز فيها نكهة عطرية خلال اليوم وإعادة تركيبها بعد القراءة.

تقنية الهيد سبيبس فقط للوردة، ما ينفع تستخدم لاستخلاص رائحة البحر أو الغابات الحقيقية أو استخلاص رائحة الأقمشة والجلود أو روائح الحلويات والأطعمة.

ما أعرف إلى أين وصلت هذه التقنية واحتمال انه هناك تطوير لجهاز أكبر يقدر يقوم بالقراءة لهذه المواد، رغم أنه لا نحتاج لهذه القراءة لأن الحلويات والأطعمة هي عبارة عن نكهات فليفر وهي معروفة وتم استخدامها حديثاً في مجال العطور (مايطلق عليه جورماند) وهي مواد رخيصة وصار استخدامها بشكل مقرف كثير في المجال، وحتى الأقمشة والجلود كلها معروفه مانحتاج لاستخدام هذه التقنية، على كل في كلام كثير حول وضع هذه التقنيات وهي تستخدم أكثر للتسويق أكثر من الطبيعة، وتقوم شركة مان باستغلال هذا الموضوع وتقديمه تحت نظريات التكنولوجيا الحديثة.

حابب كمان أعرف منك الفرق الدقيق بين عطر تقليد من عطر آخر، وعطر مستوحى من عطر آخر، وحتا نقول عطر على سببل المثال عطر بديل لعطر آخر كم لابد أن تكون نسبة التطابق بينهم، وهل العطر عندما يكون مستوحى من عطر آخر يسمى تقليد.

التقليد ان تقوم باستنساخ العطر بعد عمل القراءة لتركيبة العطر باستخدام جهاز الكوموجرافي، وهنا تعمل على تقليد العطر باستخدم أغلب المواد العطرية المتاحة لديك في المختبر أو المصنع، ويمكنك أن تقوم بعمل مجموعة مختلفة من هذه التركيبات بين الرخيص والغالي منها وهذا اسمه تقليد حتى وإن كان هناك نسبة كبيرة في الفوارق أو القرب، أما العطر المستوحى أن أعرف أن أهم مادة ميزت هذا العطر على سبيل المثال هي الشيري وأقوم بعمل عطر آخر فيه الشيري مع اختلاف القاعدة العطرية بالكامل وابتداع في النص فأنا استوحي من القديم لإبداع شيء جديد، أو أعود لتركيبة عطرية قديمة وأقوم بتغيير المواد القديمة بمواد حديثة وأضيف لها اتجاه آخر من العطر فأنا بدئت بابتكار عطر جديد يمكن أن أستمر في العمل عليه ليكون مبتكر ويحمل بصمة جديدة بجينات عطر آخر.

وهكذا تبتكر العطورات الجديدة وأحياناً المتميزة، على سبيل المثال كوكو مادموزيل مبتكر من عطر فام دي روشاز بتغيير في القاعدة بإلغاء المواد القديمة التي فيها واستحداث المقدمة بإضافة الفواكة (البيتش) وهكذا لوست تشيري توم فورد، العطور العالية تجدها مستوحاة مما سبق، وشطارة العطار هي تعطي التميز.

ماهو الفرق بين جودة العطر ونقاء العطر وما العلاقة بين كل منهما؟

كلمات لا معنى لها إلا في عقول السوشيال ميديا، هناك جودة العطر، لكن نقاء العطر لا أفهم المقصود غير مرادفه للكلمة الأولى، جودة العطر أن تكون المواد العطرية المستخدمة ذات جودة عالية وتحتوي على مواد طبيعية غالية مو رخيصة، يعني أن يكون هناك ورد طبيعي بلغاري أو اسبرتا تركي أو فرنسي من جراس أو مغربي وليس تركيبة ورد باستخدام الجيرانيوم وبعض المواد الكيميائية التي تعطيك نكهة الورد، أن يكون العود طبيعي متميز من آسام الهندي أو الكمبودي وليس جايك أو بويا أو مواد كيميائية تعطيك نكهة العود، وإذا فرضنا أن هناك علاقة بين الكلمتين هي فقط مرادفة للأولى.

قصدي بالنقاء العطري خلوه من الشوائب التي تعطر صفو تدرج المكونات وانسجامها مع بعض.

هذا كلام غير صحيح إطلاقا، لايوجد شوائب في عطر، إلا إذا تخلط العطر تحت السلم، كل عطر يمر على عملية تنقية.

إذا ما الذي يجعلك عندما تشم عطر تشعر وكأنه غير منسجم مع بعضه، وأحيانا تشعر بروائح غريبة وأخرى كيميائية ومرات معدنية.

نوعية التركيبة العطرية لأن المختبر المصنع لهذا العطر والعطار لم يعمل على عمل تركيبة من نقطة الصفر، إنما عمل على دمج عطرين مع بعض دون معرفة المواد الموجودة في هذه التركيبة أو الأخرى، وهذا الذي جالسين ننصح الناس منه.

قصة الليرينج بين عطرين حتا ولو على الملابس، مارأيك فيها.

أنا ما أستحبها لأنه المفروض انك تختار عطر يناسب أذواقنا وعملية الخلط بدون معرفة بأسس الخلط غير صحية ممكن يخرب الريحة حتى إن شعرت أن الريحة صارت جميلة، مشاكل الخلط تظل موجودة حتى لو على الملابس، خاصة للناس الذين عندهم حساسية من بعض المواد.

ماهي الأسس المعتمدة لقول هذا عطر مبتكر؟

نكهة العطر وتميزه كون العطر يمثل بصمة في العائلة العطرية، ويكون غير مألوف وغير مكرر العمل فيه.

العطر اللي من توقيع بيير بوردون امتا راح ينزل.

أعتقد العام القادم لأني نزلت الآن عطر إلينور وعطر أليكس دي وبعدهم كونتان بيش.

بيير بوردون اعتمد في عطره مع رين دي سابا على جينات من عطوره السابقة أم خلق تركيبة جديدة؟

نعمل تركيبة المر مع السبياسي والعود، أعتقد أنه لم يعتمد على شيء قديم، ولكن ركز أن يحمل العطر جينات المواد العطرية الموجودة في ارض مملكة سباء أهمها المر واللبان، تركيبة معقدة بعض الشيء يمكن تحبها أو لا.

هل كان في عطر ليجندي دي سابا مكونات أو أسرار غير المذكورة في الموقع؟

لا ما أعتقد لأن التركيبة بسيطة جداً وليست معقدة، وأفضل التركيبات العطريه للكبار تكون بسيطة وغير معقدة ولكنها تحتوي مواد غنية.

ماهو أكثر عطر في براند رين دي سابا أخذ معكم وقت وكانت صياغته صعبو بالنسبة لكم؟

لا يوجد عطر صعب في رين دي سبا، لأنه في الأصل لم نعدل على تركيبة أي عطار، كان عندنا باستمرار ثلاث خيارات وكل خيار أفضل من الآخر، ولكن الصعوبة والتأخير كان في تصنيع الأغطية وأحيانا في تأخير الموافقات حق العطارين المشاركين في التوثيق بإنزال العطر في التسويق، ومازلت أنتظر ثلاث موافقات من ثلاثة من الأستاذة الكبار.

هل كان للعطارين كامل الحرية في الإبداع ولا كنت مقيدهم بمكونات أو مساحة معينة، ولما كان مثلا العطار يصنع تركيبته هل كنت تنصحه بإضافة مادة أو إزالة مادة ولا كان هوا يشتغل براحته.

لم أتدخل إطلاقاً ولم أعدل على أي تركيبة قدمت، لأنه الخيار لم يكن لي، كان هناك مجموعة من الأصدقاء الذين ساهموا في الاختيار، وكان إجمالي العطارين الذين شاركوا في الخيارات مايقرب عشرة أو أحد عشر ومعهم ثلاثة من مدراء التسويق وتطوير المنتج يعملون لشركات عالمية كبيرة جدا واثنين من إدارة التسويق في فرمنيش ومان.

هذا الطاقم بالكامل كان يختار عطر من ٣، ألم تر بأن مدراء التسويق بحكم نظرتهم المختلفة للعطر كإبداع كان يؤثرو على اختيار العطار الأكمل والمميز، نقطة أخرى اختيار العطر الأنسب ماهي المعايير التي اعتمدتوها لذلك؟

كنا نبحث عن الجديد الغير مستهلك، والذي لازم يكون بعيد عن أي عطر آخر مقدم من عطار آخر، خاصة هذه المشكلة واجهتنا في تركيبات اعتمدت على المر أو الورد لأن كان هناك أكثر من عطر حول المر وحول الورد.

الشباب الذين شاركوا في تطوير المنتجات كانوا يمتلكون الخبرة العالية خاصة أنك تتحدث عن هيرمس وكارتيه وجيرلان، وهم أصدقاء ولم يكن لهم دور غير تأكيد ما تم اختياره، لأنهم شاركوا في آخر مرحلة عندما قررنا نطرح الماركة في السوق.

ماهي المعاير التسويقة اللي اعتمدها الفريق لكي يتم طرح العطر في السوق؟

لم يكن هناك أي معايير، كانت الفكرة فقط تواجد العطور في بوتيك سباء من أجل التعريف بالقصة، ولم يكن لدينا طموح التمدد في الأسواق، وكان المهم أن العطور تكون مختلفة عن السوق ولا تكون مع ترند السوق اليوم.

كفريق تسويقي من جيرلان، هيرميس، كارتييه، مان وفيرمينش، شو كانت معايرهم كانت عند اختيار العطر، الأسس التسويقة اللي اتخذوها عشان يطرح العطر.

لا يوجد معايير معاينة، لأنه كلنا كنا نعرف مايجب علينا القيام به، فقط زيادة استشارة أن لا يكون هناك عطر سيتم طرحه قريب من عطر آخر في السوق، كنا نبحث عن الاختلاف مع المحافظة على هوية العطر كعطر وليس ترند النكهات اليوم.

وأعتقد أيضاً أن هناك شخصياتنا أيضاً مهمة، كان السيد فواد ادريس بلو صالون والسيد عبدالوهاب الحواج من البحرين.

لازم لما ينزل العطر في السوق يكون في موافقة خاصة من العطار نفسه رغم انه عارف تركيبة العطر، ايش السبب؟

لأن العمل الذي تم عمله كان من أجل التوثيق وليس لطرحه في الأسواق، وهناك عطارين مازالوا على رأس عملهم في شركات أخرى، وكذالك هناك توقيع كل عطار على القارورة واسمه، والعمل في الأول كان مساهمة مجانية، وفي الثانية صار فيها عمل تجاري يجب موافقة شركته موضوع معقد.

المكونات المختارة في العطور كانت تميل للجانب أشرقي أكثر أم الغربي أم الأسيوي، كيف لعبت تلك المكونات من الثقافات المختلفة في رسم لوحة لملكة رين دي سابا.

من ثقافات مختلفة.

الملكة بلقيس كانت تعيش في اليمن وكانت محاطة بالمكونات الشرقية، كيف ساهمت تلك المكونات الغربية في رسم تصور عنها.

موجود المواد المر واللبان والقرفة والجالبانوم والهيل في كل الأعمال، ولكن بنسب لاتوثر على الاتجاهات.

ألا تعتقد أنه من الصعب مثلا رسم تصور عنها باستخدام الميموزا وهي من أستراليا أو الأوسمانثوس من الصين.

لايوجد صعوبة باستخدام أي مادة العالم مع المحافظة على البقية، وذلك لابراز أي لوحة تريد أن تعملها، أنت تتحدث عن أساتذة في عالم العطور.

إذا دومينيك عمل ست تركيبات عطرية من نفس المواد، إعطاك واحدة بريحة الليمون والثانية حديقة غنية بكل مادة والثالثة لبان والرابعة تيوبروز والخامسة ورد والسادسة عود، بينما التركيبه للمواد المستخدمة واحدة، ولك أن تتخيل البقية الذي لديهم مساحة أكبر.

تركيب العطور أشبه بخلط الألوان أو تأليف مقطوعات موسيقية، الآلات واحدة والمعزوفات مختلفة.

هل أنت من يصف صانع العطور حرفي أم فنان؟

فنان لأنه يعزف في أنوفنا موسيقى عطرية وتترجمها حواسنا إلى لوحة فنية، مايفعله هذا العطار يحرك كل مشاعرنا، فأحياناً تشعر بالسعادة والانتعاش لأنك شممت عطر جميل، وأحيانا تشعر بالعكس إن كانت تلك المعزوفة لا تتناسب مع مشاعرك.

بالنسبة للسائل العطري في رين دي سابا كم يمثل من قيمة العطر، ومن كان صاحب النصيب الأكبر من السعر في البكج ككل.

العطور بطبيعة الحال غالية، وهي تمثل ٦٠٪ من قيمة الباكيجنج، وعندك الغطاء يمثل٢٠٪ ‎والباقي ٢٠٪، العطور غالية ولكن ليست بغلاء عطر ليل من فريدريك مال.

السائل العطري نفسه حكا لوكا تورين في كتابه انها بتمثل ٣ بلمية فقط من سعر العطر والباقي للشغلات التانية المتمثلة في التسويق والزجاجة وغيره.

لا مش شرط في عطور كثيرة أسعار العطور فيها أغلى من العلبة، ولك في عطور فريدريك مال على سبيل المثال تجربة الباكيجنج في فريدريك مال يمثل ٥٪ أو حتى أقل زي ليل يمثل الباكيجنج أقل من ١٪، يعتمد على نوعية العطر.

كريد يمثل قيمة العطر للباكيجنج ٨٥٪‎ إلى ١٥٪‎ باكيجينج.

التسويق هذا موضوع آخر، نسبة التسويق توخذ من سعر البيع وليس من تكلفة العطر، في أحيان كثيرة تكلفة التسويق يمكن أن تصل أضعاف تكلفة العطر، ويعتبر على الشركات، لأنها بتحتسب ١٥٪ من قيمة بيع العطر نسبة للتسويق.

بالنسبة لرين دي سابا أين كانت أغلى تكلفة؟

العطر أغلى تكلفة إلى الآن ٦٠٪، التسويق لم نعمل بعد على التسويق، كل الذي تراه هي مجهودات الناس الطيبة الذي حبت البرند وتحدثت عنه.

لم ندفع يورو واحد لأي واحد تحدث عن البراند في السوشيال ميديا، ونحن نعرف قمة هؤلاء الأصدقاء الأعزاء في جلسات الإعلانات، وهذا دليل واضح عن حبهم للبراند والعطور لأننا أصلا لم نطلب من حد فيهم أن يتحدث وفوجئنا بهم يتحدثون، وهنا يجب أن نعترف بجميلهم الكبير على رين دي سباء وعلي شخصياً، لقد قدموا لنا الكثير لو دفعنا الملايين لم نصل إليه، وهذا جميل يجب أن نعترف به كما فعل العطارين لم يأخذ أي عطار يورو واحد مما قدمه لسباء.

من وجهة نظري ليس بحاجة لتسويق العطر وصانع العطر لوحده أكبر تسويق والشغل الكبير المقدم والفكرة هيا أكبر تسويق،التسويق فقط لملكة سبأ وكيف ألهمت الجميع لصنع هالة عطرية حولها، وحابب كمان أعرف مصدر أغلب الزيوت المستخدمة.

في مواد من عمان واليمن مثل المر واللبان واللابدانوم والعنبر والباقي من مصادر مختلفة، كل شركة من صانعي العطور كل حسب مصادره لم يكن لنا دخل فيها، لأننا لسنا المركبين للعطور، هناك الأربع شركات الكبيرة هي التي نفذت العمل IFF، Givaudan، Farmnish، Man بعدهم سيمرايس وبعدها روربتت وبعدها كويست.

يعني ممكن نلاقي تبابن بين جودة عطر وآخر في رين دي سابا بما انه مصدر الزيوت من مصادر مختلفة.

لا، مستحيل، لأنه الأسماء اللي خلف كل عطر عملت على عطر توثيقي وليس تجاري، لأنه لم يكن عندنا نية لطرح البراند في السوق، كنا نعمل توثيق، وهنا سر كمية الأصناف واختلاف التركيبات، كل عطار ماكان يفكر في سعر العطر بقدر ما كان يفكر بالعمل الذي راح يقدمه.

قال لها كثير من العطارين كيف استطعت أن تجمعنا معاً في عمل واحد رغم أن كل واحد منافس للآخر وقالوا أيضاً ماعملته لايمكن ينعمل على الواقع بنفس الفترة الزمنية، لايوجد عطر يحاكي عطر آخر في السوق.

أنا لا أحتاج أعمال تجارية أحتاج أعمال غنية بالكولتي وتكون مختلفة عن الموجود، لذا عندما جائني رومان ألميراك بعمل على طول طرت من الفرح لأنه عمل خرافي مستحيل واحد له سنة كعطار أو أقل ويقدم تحفة عطرية، تقريبا راح يكون أجمل عمل في المشروع، وصار عندي إحساس انه أبوه له دور بهذا العمل.

هل هناك عطارين آخرين سيشاركون رؤيتك في رين دي سابا؟

دولفين لابو، لوك دونح، كونتان بيش، بير بوردون ورومان ألميراك، كل شيء ممكن نترك الأمور للمستقبل مازال قدامنا ستمائة عطار، ما نعرف من منهم راح يكونوا على لائحة سباء ولكن الأمور مفتوحة لمن يحب أن يقدم عمل متميز لملكة سباء، اليوم نحن لا نبحث ولكن هناك عطاريين يبحثوا عنا للمشاركة وهذا بحد ذاته إنجاز.

كمان لاحظت انك تعاونت مع مصممة الأزياء جميلة السويطي، ماهي الفكرة خلف هذا التعاون.

جميلة السويطي ماشاء اللهً تبارك الرحمن مبدعة وذواقة وكانت من أوئل زبائن سباء وهي قدمت سباء بشكل جميل وراقي للسوق الكويتي، وحتى الأخت حباري أيضاً مرت على بوتيك سباء واشترت منهم وحكت عن البرند رغم انه عندها برندها الخاص.

علاقتنا بكل الذي يدعمون ملكة سبأ علاقة صداقة نعتز بها وهم قدموا سباء حباً في سباء، وحتى بالعكس الأخت جميلة الله يحفظها ويسعدها صرفت من عندها وصورت إعلانات لسباء وأكثر ما قدمنا لها، هو الشكر والامتنان بهذا الجميل كيف وهي جميلة الله يوفقها ويوفق كل من ساعدنا في توصيل رسالة سباء، وهناك الكثير الكثير منهم الأخت علا الفارس والأخ حمد الجميلة والأخ راشد بن سالمين وأخوه ناصر بن سالمين والأخ أسامة نعسان والأخ حمد البريدي والأخت ليلى دياب والأخت نشوى الرويني وكثير لن يسعفني ذكر الأسامي وفي الغرب الكثير الكثير.

في سباء علاقتنا مع الجميع علاقات صداقة وهناك الأخ ناصر والأخ ياسر والأخ عدنان، وأنت أيضا الله يجزيك خير، كلكم ساهمتهم بهذا المشروع كل حسب استطاعته، وأنا ممتن للجميع حتى من تحدث علينا بالنقيض، والسيدة إيلينا والسيد اجور والسيد اندريه من فراجرانتيكا والصحافة الفرنسية خاصة السيدة ماري بن ديد.

عندنا رسالة راح نوصلها للعالم وراح تشوفها قريب بإذن الله، عندنا برنامج قوي جدا فقط يتم اعتماد جائزة ملكة سباء للسلام وبعدها راح تعرف فكرة المشروع.

المشروع اليوم أخذ بعد تجاري قبل وقته، بينما كنت أطمع يأخذ البعد التاريخي، ولكن الحمدلله كله خير.

عبارة عن ماذا أتيليه ديناد، يعني انتا عندك مكتب تصميم شعارات وزحاجات عطور بالأساس.

مافي ماركة في العالم من الماركات الكبيرة ما عملنا لها تصميم في أتيليه ديناد، كنت أسيطر على ٥٧٪ من تصاميم الماركات العالمية، من هذا المكتب انعمل شعار YSL ومنها اعمل كثير من شعارات أو قوارير العطور العالمية.

نعم هذه هي بدايتي في باريس ولم أكن مصنع عطور، بعدها أسست شركة مملكة العطور لتصنيع العطور وتخصصت لصناعة العطور للخليج العربي، وكان بدايتها كل ماركات درعة: H2O وكاج وممتاز ولينك وكثير وبعدها عملت مع بعض الإعلامين جورج قرداحي عطر GK ورزان مغربي وفنان العرب محمد عبده مذهلة بنت النور وحليمه بولند حليمة ماجيك ونوال الكويتية وكاظم الساهر أحبيني وماجد المهندس وعباس إبراهيم والكثير لايسعفني ذكر كثير من الأسماء لأنه كنت بنفذ الأعمال بالاتفاق مع MBC وروتانا وغيرهم من الشركات في الخليج.

وكاج، ممتاز، H2O ماركات خاصة بدرعة بالسعودية من أشهر الماركات أرقام مبيعاتها للعطر الواحد تجوز ٥٠٠ ألف قطعة وعندك كازانوفا، باندورا، مسيو، كازانوفا بلازير وملاكيت والكثير من عطور كازانوفا.

ماذا درست في الجامعة، وهل تعلمت صناعة العطور في مدرسة عطرية، ومين كان المرشدين الك في ذلك الوقت لما تعلمت صناعة العطور؟

أنا درست وتخرجت من جامعة عدن كلية الاقتصاد ماجستير إدارة أعمال، ولكن شغفي من زمان وتربيتي في بيت عطور ومزارع ليمون وفل وريحان ولبان ومر، خلقت عندي فضول أكثر خاصة اني تربيت ببيت عمي في عدن في مرحلة الدراسة، وعمي كان من قدم من صنع عطور في منطقتنا شبه جزيرة العرب، تحكي عن شركة تأسست في عام ١٩٥٥ في عدن وكان وكيل بورجوا وكذلك كان وكيل H&R وله ماركة عطور زيتية باسمه في ذلك الزمن وهو ياسين عبدالعزيز الدبعي، وكان ينتج عطور جنة النعيم وخير لنا وروح الروح وجنة الفردوس وكثير من هذه الأسماء، إذا بحثت في النت ستجدها وكان هناك شركة أخرى منافسة له هم سويس أرابيا حسين آدم علي، هذه كانت عدن في ذلك الزمن، وبعد تخرجي ذهبت إلى السعودية وبثقافة حب العطور والتحقت بشركة محمود سعيد بائع عادي تجزئة في البوتيك وكان تقريبا أفضل بوتيك في السعودية جدة ومدير البوتيك فيما بعد مدير المشتريات الخارجية في الشركة، وهنا سنحت لي الفرصة لأدرس أكثر مع الشيخ محمود سعيد، لأنه كان عاشق للعطور ومبدع بكل المقاييس، هذا الرجل كرم من الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن إسهاماته وإبداعاته في تأسيس شركة كازانوفا في باريس عام ١٩٧٩ وحضر حفل تكريمه لعطر ليزامور دي كازانوفا كأفضل منتج أنتج في أوروبا عام ١٩٨٣، وكان له أيضاً إسهامات كثيرة في فرنسا، ولكنه عاد وأنشأ مصنع العطور في السعودية وهنا كانت المشكلة حيث أقيمت عليه الحملات كونه صناعة سعودية وتم تقريباً تدمير مجهوداته في المصنع وهنا كان الفرصة بالنسبة لي، حيث طلبت منه أن أقيم الدراسة الذي قدمها لإنشاء مصنع العطور وعرفت الثغرات بين الحلم والحقيقة وبنيت له استراتيجية جديدة لأجل انتشال المصنع ورفع مستوى الجودة، وهذا الذي تحقق مع أول عام والذي ساعدني بذالك السيد باتي، السيد باتي كان يدير مختبرات ماكس فاكتور في بريطانيا عندما جبته للعمل في المصنع تعلمت معه صناعة التجميل والعطور، وبعدها سافرت إلى فرنسا للدراسة مع السيد دانييل هرلانت وكان فترات قصيرة إلى عام ١٩٨٨، حيث تعرفت على سيد وايت بورك من H&R والذي ساعدني بالحضور إلى ألمانيا مدينة هاوس بندن والتقيت الأستاذ القدير أرتوريتو لاندي، وهنا بدأت مشوار آخر في طريقة تركيب العطور.

أما التصاميم في الأصل كنت أحب أن أرسم وتعلمتها بسهوله مع السيد سيرج منصو والدكتور رتشي، وبعدها عمّقتها بالعمل على تصميم كثير من منتجات كازانوفا حتى امتلكت أتيليه ديناد في عام ١٩٩٦، وهنا انتقلت لمدرسة أخرى من تركيب العطور مع السيد جان لويس سويزاك وبيير بوردون وأخيرا دومينيك، ومازلت أدرس لأني لم أصل بعد إلى ما أحب أن أكون خاصة أنني اليوم مع مدرس عملاق وهو دومينيك روبيون، وهل تعلم أن كثير من العطارين العالميين الذي درسوا على دومينيك مازالوا يتواصلون معه ليزدادوا خبرة وهم عطاريين عالميين.

أنا الله سبحانه وتعالى كان كريم عليا بكل مراحل حياتي، أكرمني بفرص جميلة وأسرة تتلمذت على يدها وأساتذة أستمتع بأن أنهل من خبراتهم، ومازلت أعترف لهم بهذا الجميل في مشوار نجاحي، اللهم لك الحمد والشكر، ومازال بإذن الله عندي ما أقدر أن أقدمه بعيد عن الجميع لأني اخذ العمل في مجالي عشق وحب وليس تجارة كما يحاول البعض.

مع كل كلمة من حبيب السويدي، يتجلى لنا شغفه العميق ورؤيته الفريدة التي تجعل Reine de Saba علامة لا تُشبه غيرها. بين التقاليد العريقة والابتكار المتجدد، يواصل رسم ملامح عطوره بروح تمزج بين الفخامة والتميز. هذه الرحلة لم تنتهِ بعد، بل هي مجرد بداية لفصول جديدة من الإبداع والعراقة. نترقب بشغف ما سيقدمه لنا في المستقبل، واثقين أن كل إصدار جديد سيكون انعكاسًا لقصة تُحكى بعبقٍ لا يُنسى.

يمكنكم الإطلاع على الجزء الأول من المقابلة من خلال الرابط التالي: حبيب السويدي: العطور بين الإبداع والتسويق ورحلة التميز في صناعة العطور

Issam Al_Daoor

I am the founder of Aromatic Glance Website. I was born in Gaza, Palestine. I spent my childhood in Saudi Arabia, earned a Bachelor’s degree in Medicine and General Surgery in Egypt, and currently work as a Specialist in Anesthesia and Intensive Care. Additionally, I hold certifications and have experience in digital marketing, SEO, and WordPress. As an Arabic content writer, I personally oversee the editing and revision of all articles on website. My goal is to develop Arabic fragrance content through highly accurate articles that serve as a reference for everyone worldwide

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى