فيليبين كورتييه صانعة عطور شغوفة بالروائح الفاخرة، ولدت وترعرعت في أجمل مدينة في العالم في منطقة شامب دي مارس الشهيرة، وكانت حدائق برج إيفل بمثابة ملعب طفولتها، الفتاة البالغة من العمر ٣٨ عامًا هي حفيدة جاك رويت _ أحد الشركاء التجاريين المؤسسين لكريستيان ديور، لكنها تعرفه باعتزاز باسم “بابي جاك” وليس هناك من يخطئ في جذورها الباريسية، فهي تتمتع بجاذبية فرنسية مراوغة.
اهتمامها بالروائح والأناقة الفاخرة كان راسخًا في سن مبكرة، وتقول: “أتذكر أنني شممت رائحة عينات العطور التي كان والداي يجلبانها إلى المنزل لتقييمها، حيث كانا يعملان لدى ماركات العطور، في ذلك الوقت لم أدرك الفرصة التي أتيحت لي للنمو في مثل هذه البيئة الإبداعية بين الأزياء الراقية والعطور الراقية، كان والدي رئيسًا لشركة جيفنشي للأزياء الراقية والعطور لسنوات عديدة، وكانت والدتي تعمل على تطوير العطور لشركة اسكادا”.
على الرغم من حصولها على درجة الماجستير في القانون الفرنسي والإسباني من جامعة نانتير المرموقة في باريس، فقد ثبت أن جاذبية تربيتها يصعب مقاومتها وسرعان ما عاد عقلها وقلبها إلى العطور، وفي النهاية أرادت صنع عطور للعلامات التجارية.
انتقلت فيليبين إلى دبي في يناير ٢٠١٤ مع شركة فيرمينتش السويسرية، وهي أكبر شركة عطور خاصة وأحبتها منذ اليوم الأول.
بعد التدريب في مختبرات شركتي روبرتت وتاكاساجو للعطور، انضمت فيلبين إلى شركة فيرمينتش التي قدمت فيها تدريبًا داخليًا مع أحد كبار المرشدين وبدأت في صقل أنفها، تبدأ قائلة: “إنه نقل للمعرفة، أولاً تتعلم المواد الخام التي تحتاجها لتصنيعها، ثم تبدأ في صنع روائح صغيرة ثم العطور النهائية”.
تدربت لمدة ثلاث سنوات في جنيف، وستة أشهر في نيويورك، وما يزيد قليلاً عن عام في باريس قبل أن تتاح لها الفرصة في دبي.
عملت لصالح شركة فيرمنتش من ٢٠٠٩ حتى ٢٠٢١، وهي تعمل الآن مع سيمرايس.
“تخصصت في العطور الشرقية وابتكرت الروائح وحصلت بشكل مسئول على جميع المواد الخام اللازمة، العطور الشرقية تستخدم الأخشاب القوية والمزيد من التوابل” كما تخبرنا فيليبين، تشمل المكونات النموذجية أمثال العود الهندي والعنبر والورد الدمشقي وخشب الصندل.
تحمل حاليًا لقب صانعة العطور الفاخرة وتعمل على تطوير وإنشاء العطور، خصيصًا للعلامات التجارية العربية والعلامات التجارية العالمية التي تبحث عن المزيد من التأثيرات الشرقية.
على الرغم من نشأتها في الحرم الداخلي لواحدة من أعظم دور الأزياء في كل العصور، مع جد كان دوره واحدًا من أعظم الأدوار في ديور، تمتعت فيلبيب بتربية فرنسية ساحرة، وتتذكر “شم رائحة الخبز الفرنسي الطازج والكرواسان في الصباح” وهي في طريقها إلى المدرسة، وتقول: “على الرغم من أن هذا يبدو مبتذلاً بالنسبة لها، فهو أحد أكثر الروائح التي لا تنسى أثناء نشأتها في باريس لو أنها فقط تستطيع تعبئتها.
تم إرشادها من قبل أسماء كبيرة مثل فرانسيس كاركدجيان وجاك كافالييه.
تقول فيلبيبن كورتييه: “العطر مهم جدا بالنسبة لي، إنه حياتي وعملي، أحلم بصيغ العطور، لقد استنشقت العطور منذ أن كنت طفلاً، حيث كان والداي يعملان أيضًا في هذه الصناعة”.
“أحب إبداعاتي في العطور لنقل القصص غير اللفظية، أريدهم أن يلتقطوا لحظة أو رحلة أو ذكرى أو لونًا، إذا شعر الشخص الذي يرتديها بهذا الغمر وتغير المزاج والشعور فقد نجحت” فيليبين كورتييه
وتخبرنا فيليبين: “حاسة الشم هي أقوى الحواس الخمس، وهي أول ما يتطور عند الولادة، لذا فإن الذكريات الأولى لكل شخص مرتبطة بالرائحة سواء كانوا واعيين أم لا، ويمكنك بالتأكيد تغيير الحالة المزاجية برائحة مريحة أو منشطة أو عتيقة”.
عطري الأول كان Cabotine de Grès، كنت صغيرًة جدًا لم يتجاوز عمري سبع سنوات، ولم يكن عطرًا للأطفال على الإطلاق، حصلت عليه والدتي من أجلي، ولم أرتديه لمدة ٢٥ عامًا بعد ذلك، لكنه بالتأكيد شكّل ذوقي لأنني دائمًا أحب ارتداء الروائح الخضراء والعمل بها.
أنا أحب ارتداء كولونيا زهر البرتقال، إنه تفضيل موروث من جانبي الفرنسي، أستمتع أيضًا بالعنبر والفانيليا والعطور الدافئة والشرقية والعود في المساء.
رائحتي المميزة هي الورد الشرقي مع الكثير من عناصر العنبر الجاف والباتشولي ونوعية جميلة من خلاصة براعم الفانيليا من مدغشقر، إنه Desired أحد إبداعاتي للعلامة التجارية المتخصصة Élisire، كل ملاحظة تتحدث عما أستمتع به.
أنا لا أشتري العطور لنفسي في كثير من الأحيان، لدي أيضًا زجاجة 1001 Nights from Ajmal Perfumes والتي أحبها بسبب رائحة العود، كما أحتفظ أيضًا بزجاجة من المسك الأبيض لإبراهيم القرشي في جميع الأوقات، وأحب بشكل عام عطور نارسيسو رودريغيز المميزة.
العطر الذي أتناوله من أجل الراحة هو كولونيا الأطفال، يذكرني عطر Pour Un Homme de Caron بوالدي، أنا أحب الخزامى كمكون، وهذه رائحة الخزامى والفانيليا المباشرة – أحد العطور المفضلة لدي على الإطلاق.
عندما أرغب في الشعور بالارتقاء واغتنام اليوم أو وقت النهار، فإنني ألجأ إلى العطور القوية والزهرية والشيبر أو رائحة البودرة، لقد أحببت دائمًا العطور مثل Flower by Kenzo أو Chloé Le Parfum العطر الأصلي لتلك النوتات.
العطور التي أحتفظ بها لقضاء ليلة في الخارج هي Good Girl من Carolina Herrera وPure XS For Her 2018 من Paco Rabanne وهي عطور شمبانية، فاكهية، شيبر ذات انتشار طويل.
“يعتمد العطر كثيرًا على الذوق الشخصي والثقافة، ولهذا السبب من المهم جدًا فهم المستهلكين عند صنع العطور، لدى الأشخاص مراجع شمية مختلفة اعتمادًا على المكان الذي ينتمون إليه، على سبيل المثال العطر الطازج في أوروبا يعني بشكل أساسي رائحة الحمضيات الخفيفة والمائية، ولكن في أمريكا تعتبر الفانيليا عطرًا طازجًا، يتمثل دورنا كعطارين في فهم هذه الأذواق وتوقع الاتجاهات الشمية التالية” فيليبين كورتييه.
أحب العلامات التجارية والعطور الشرق أوسطية، أحب أجمل لإشاراته على العود في ألف ليلة وليلة و عطر وصال، أنا أيضًا أحب العربية للعود من السعودية، وأنا فخورة جدًا بأحدث إبداعاتي لهم: مسك مبخر يلخص ذوقي في العطور تمامًا.
لقد استمتعت بارتداء عطور كيالي والعمل معها، فهي علامة تجارية مبهجة للغاية، أنا أيضًا أحب عمان لكجري لمفاهيمه الجميلة، لقد عملت أيضًا على اثنين من العطور لهما تسمى Royal Incense وFlowerlush.
في العطلات أحب استخدام عطر Neroli Portofino من توم فورد بسبب نكهات الحمضيات المنعشة والكولونيا والمسك، أنا أيضًا أحب Rem from Reminiscence وهو عطر مائي جدًا وبحري، بالإضافة إلى Nuxe Prodigieux Le Parfum الذي يعطي رائحة مثل البشرة الدافئة المشمسة.
ماركة العطور التي أحبها تحت الرادار هي Maison Matine، إنها متوفر عبر الإنترنت وفي باريس، وتأتي في هذه الزجاجات الرائعة المعاد تدويرها، العطور نفسها مذهلة – ابحث عن Bain de Midi.
الرائحة التي أود أن يتذكرني الناس بها هي Divine Oud من روبرتو كافالي، أحد إبداعاتي الأولى على الإطلاق، إنه عطر عود خشبي منعش يسهل الوصول إليه.
صنعت عطورا لدور نيش مشهورة مثل: أكينسونس، 4711 perfumes، عمان لكجري، العربية للعود وثمين.
ومن دور الأزياء التي ابتكرت لها عطورا فريدة: روبرتو كافالي، أنجيل سليشر، كلوي، ماسيمو دوتي وكيالي.