
يعجبنا أحيانا عطر معين ولكن عندما نضعه على بشرتنا نتفاجأ بنتيجة مختلفة، والسبب يعود إلى أن تفاعل العطر يختلف باختلاف درجة حموضة البشرة التي نضعها عليه، ولذلك فإن عطرا معينا قد يليق للبعض ولا يليق للبعض الآخر.
إن البشرة الناعمة والمرطبة جيدا تحتفظ عادة برائحة العطر لفترة أطول من البشرة الجافة التي تفتقد إلى الترطيب، أما أصحاب البشرات الدهنية فعليهم أن يتجنبوا استعمال العطور القوية جدا، أو أن يستعملوا كمية أقل من العطر لأن نوع بشرتهم تتشرب الجزيئات العطرية أكثر من سواها، أما البشرة الجافة فتحتاج إلى أن نضع كمية أكبر من العطر عليها، ولكن انتبهوا إلى أن العطر قد يزيد من جفافها لأنه يحتوي على الكحول.
أماكن رش العطر:
يفضل رش العطر على الأماكن الدافئة من الجسم التي تحفز رائحة العطر لتفوح، ويرش أيضا على الأماكن المغطاة التي تمنع العطر من التبخر بسرعة وبالتالي تجعل الرائحة تدوم؛ حيث ينصح برش العطر على الأماكن التي تكون فيها الشرايين قريبة من سطح الجلد مثل: العنق والصدر والرسغين وثنية الكوع الداخلية وخلف الأذنين وباطن الركبتين.
تثبيت العطر لأطول فترة ممكنة:
إذا كانت البشرة دهنية يمكن أن يرش العطر عليها مباشرة وستحتفظ بالرائحة فترة طويلة، أما إذا كانت البشرة جافة فينصح بوضع كريم مرطب عليها أولا، ثم رش العطر فوقه لتثبيته من خلال الكريم، حيث يقوم الكريم في هذه الطريقة بدور الرابط بين البشرة والعطر، وينصح باختيار كريم لا يحمل رائحة قوية حتى لا يطغى على رائحة العطر.
بغض النظر عن نوع البشرة، عليك أخذ بعض الأمور بالاعتبار ليدوم عطرك طويلا، في مقدمتها تطبيق العطر على أماكن النبض في جسمك مثل العنق وخلف الأذن، كذلك عليك الاحتفاظ بعطرك في مكان مناسب كي لا يفقد رائحته الأساسية.
السبب وراء اختلاف رائحة العطر على الجلد:
الجلد مكون من مزيج معقد للغاية من المركبات الكيمائية التي تختلف نسبها من شخص إلى آخر، بداية يتألف الجلد من الماء والدهون والأحماض والأملاح والسكريات والبروتينات والألياف والشعر، ترتبط كل منها بشكل مختلف مع جزيئات العطر وبالتالي تطلقها برائحة مختلفة، يحتوي جلد الفرد على خليط طبيعي من المواد الكيميائية التي تخلق رائحة فريدة تماما كبصمة الأصبع، وعندما يمتزج العطر مع رائحة جسد الشخص فإنهما يكونان معا عطرا فريدا يمثل هوية للشخص.
الأمر ليس بالبساطة التي يبدو عليها، فالعطور تتفاعل بشكل مختلف باختلاف الأشخاص بسبب التنوع في كيمياء الجسد لديهم، فدفء الجسم عنصر مهم جدا، وبعض الناس لديهم مسامات أكثر من غيرهم أو طبقات أكثر من الدهون في بشرتهم، وكل هذه العوامل وغيرها تؤثر على دفء الجسم وبالتالي تغير من تأثير ورائحة العطر.
عندما تختلط العطور بمزيج الجزيئات في الجلد، فإنها تعمل على تنشيط مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تنتج رائحة فريدة، بحيث تعتمد نوعية وحدة الرائحة على كمية العطر التي يمتصها الجسم والكمية التي تتبخر منه، وعند ارتداء الملابس فوق الجلد المعطر، فإننا بذلك نضمن امتصاص العطر في الجلد بدلا من تبخره، كما أن درجة الرطوبة التي تنبعث من مسام الجلد تؤثر على كمية العطر المتبخر، فالعطر الذي يوضع على بشرة رطبة في غرفة جافة ذات حرارة مرتفعة يتبخر سريعا، كما أن الجلد المغذى أعلى حرارة من الجلد المكشوف وعلى الأغلب تبقى الطبقة العلوية من الجلد محتفظة برطوبتها، كل تلك العوامل مجتمعة تحدد الرائحة التي تنبعث من أجسامنا عند استخدام العطور.
تقول الصحفية بمجال العلوم نوريا إستاب (Nuria Estape) في مدونة (هيلثي سكين Healthy skin) بأن الجلد يتكون من مركبات كيميائية مختلفة يتم إطلاقها في الهواء من خلال التبخر من الغدد العرقية والدهنية في الجلد، وبالتالي تنتج رائحة طبيعية، ثم تمتزج هذه الرائحة الطبيعية مع العطر لتكون رائحة فريدة ومميزة لكل فرد.
وفقا لكارين كيركباتريك (Karen Kirkpatrick) فإن المواد الكيميائية للعطر والتي تبقى على الجلد لفترة طويلة تكون مزيج مع الكيمياويات الخاصة بالجلد، والتي تتغير دائما بسبب عوامل كالحرارة والرطوبة والعرَق والأدوية والنظام الغذائي وحتى التقدم بالسن.
اختيار عطر مناسب حسب نوع البشرة:
1. إن كنت من أصحاب البشرة الدهنية، فلعل أفضل ما تختارين تلك الروائح التي تدخل الفواكه والحمضيات والورود في تركيبها، وتلك التي تتمتع برائحة ناعمة وخفيفة، والابتعاد كليا عن العطر ذات القوام الدهني، وذلك الذي يشتمل على المسك، فضلا عن أن البشرة الدهنية تحتفظ بالعطر لمدة أطول مقارنة بأنواع البشرة الأخرى، وبالتالي هم ليسوا بحاجة إلى تطبيق العطر سوى مرة واحدة في اليوم.
2. إن كنت من أصحاب البشرة الجافة، فلعل المكون الأمثل هو العطر بقوام دهني مثل دهن العود ودهن الورد فهي الأنسب لك، إضافة إلى العطور الشتوية النفاذة والكثيفة، ذلك أنها تمنح بشرتك الترطيب الكافي، كما تسهم في دوام الرائحة وثباتها على بشرتك.
3. إن كنت من أصحاب البشرة الحساسة، فتجنبي المكونات الحادة واللاذعة في العطور مثل القرفة، الزنجبيل والمسك وغيرها، بالتالي إذا كنت من أصحاب البشرة الحساسة، ننصحك باستعمال عطور خفيفة وناعمة، لا سيما تلك التي تعتمد في تركيبتها على العناصر الطبيعية مثل الفواكه والزهور لا سيما الياسمين.
تجنب رش العطور مباشرة على بشرتك الحساسة، وابدأ بتجربتها على باطن الرسغ قبل أن تضعيها مباشرة على مناطق النبض العلوية.